من طرف الرسالة الأحد مارس 22, 2015 4:36 am
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة فقه اللغة العربية
خلق الإنسان
الرأس والفروة ولون الشعر واللحية
● [ ثم الرأس ] ●
فظاهر جلد الانسان من رأسه وسائر جسده البشرة. وباطنه الادمة، ويقال للعنان إذا أخرجت أدمته إنه لمؤدم وإذا أظهرت بشرته وهي منبت الشعر إنه لمبشر. قال العجاج:
في صلب مثل العنان المؤدم . وكفل بـنحضه ملكم
الصلب والصلب واحد في لغة العجاج وذلك أن المؤدم اللين، ومثل من الامثال إنما امرأة فلان المبشرة المؤدمة، يراد بذلك التامة في كل وجه. ويقال للرجل الكامل إنه لمبشر مؤدم إذا جمع لينا وشدة وذلك لانه جمع لين الادمة وخشونة البشرة. ويقال في مثل آخر إنما يعاتب الاديم ذو البشرة أي إنما من الرجال من يرجى ومن به مسكة وقوة. وقوله يعاتب أي يعاد في الدباغ.
● [ ثم الفروة ] ●
وهي جلدة الرأس خاصة دون سائر الجسد. قال عمر بن الخطاب رحمه الله إن الامة ألقت فروة رأسها وراء الجدار، يقول ليس عليها أن تختمر، وفي الرأس الهامة وهو وسط الرأس ومعظمه. وفي الرأس القلة وهي العلاوة وذلك أعلى الرأس. قال ذو الرمة:
يسعرها بأبيض مشرفي . كضوء البرق يختلس القلالا
يريد الحرب، وفي الهامة اليأفوخ مهموز وهو الموضع الذي لا يلتئم من الصبي إلا بعد سنتين أو نحو ذلك وهو حيث التقى عظم مقدم الرأس ومؤخره. قال العجاج:
ضربا إذا صاب اليآفيخ احتقر
وبعض العرب يسميها النمغة بالغين، وتسمى من الصبي الرماعة ويقال لعظم الرأس الذي فيه الدماغ الجمجمة. قال المنتخل الهذلي:
بضرب في الجماجم ذي فروغ . وطعن مثل تعطيط الرهاط
وفي الجمجمة القبائل وهي أربع وهي قطعه المشعوب بعضها إلى بعض الواحدة قبيلة، قال الهذلي:
أواقد لا آلوك إلا مهندا . وجلد أبي عجل وثيق القبائل
وكذلك قبائل القدح والجفنة إذا كانت على قطعتين أو ثلاث يشعببعضها إلى بعض، ومواصل القبائل الشؤون الواحد شأن، قال رجل من بني فقعس واسمه أبو محمد ينعت الجمل:
ترى شؤون رأسه العواردا . مضبورة إلى شـبا حدائدا
ضبر براطيل إلى جلامدا
ويقال إن الدمع يخرج من الشؤون ومن ثم يقال استهلت شؤونه، قال أوس بن حجر:
لا تحزنيني بالفراق فإنني . لا تستهل من الفراق شؤوني
ويقال للخطوط التي في الحبل شؤون، ويقال للجلدة الرقيقة التيألبست الدماغ فأحاطت به أم الدماغ، قال أوس بن غلفاء الهجيمي:
وهم ضربوك ذات الرأس . حتى بدت أم الدماغ من العظام
وإنما قيل للشجة مأمومة لانها خرقت العظم وبلغت أم الدماغ ولمتخرق الجلد، وبعض العرب يسميها الآمة، فإذا انهشم الرأسولم يخرج منه شيئ فهي الهاشمة، فإذا خرج منها عظم أو عظمان فتلك المنقلة، فإذا بلغت الشجة أن يبدو العظم لا يجاوز ذلكفهي الموضحة، فإن كان بينها وبين العظم قشرة رقيقة فتلك السمحاق، يقال ما على ثرب الشاة من شحم إلا سماحيق وما في السماء من غيم إلا سماحيق أي رقاق، فإذا بلغت الشجة أن تأخذفي اللحم ولم تنفذه إلى الجلدة الرقيقة فتلك المتلاحمة، فإذا حزت الجلد وأخذت في اللحم شيئا فهي باضعة، فإذا بلغت أن تدمى فهي دامية، فإذا أخذت في الجلد قليلا فهي حارصة يقال حرص رأسه يرحصه حرصا وما أصابه إلا بحريصة صغيرة، وفي الرأس الفراش وهو العظام الرقاق يركب بعضها بعضا في أعالي الخياشيموكل عظم ضرب فطار منه عظام رقاق فهي فراش، قال النابغة:
يطير فضاضا بينها كل قونـس . ويتبعها منهم فراش الحواجب
والذؤابة أعلى الرأس. وذؤابة كل شئ أعلاه. وفيه القمحدوة وهى الناشزة فوق القفا وهي بين الذؤابة والقفا. وفيه الفأسوهي حرف القمحدوة المشرف على القفا. وفي الرأس القرنان وهماحرفا الهامة من عن يمين وشمال. والقذال ما بين النقرة والاذن وهما قذالان. والقذالان عن يمين القمحدوة وشمالها. قال ذو الرمة:
ومية أحسن الثقلين جيدا . وسالفة وأحـسـنه قـذالا
والنقرة في القفا وهي منقطع القمحدوة، والذفرى الحيدان الناتئانعن يمين النقرة وشمالها، قال ذو الرمة:
والقرط في حرة الذفرى معلقة . تباعد الحبل منها فهو يضطرب
والفودان وهما ناحيتا الرأس وكل شق فود يقال غسل أحد فوديرأسه، قال الشاعر:
إما تري لحيتي أودى الزمان بها . وشيب الدهر أصداغي وأفوادي
وفي الرأس الدائرة وهي الشعر الذي يستدير على القرن يقال ما تقشعر دائرته. والمسائح ما بين الاذن والحاجب واحده مسيحة يتصعد حتى يكون دون اليأفوخ، قال كثير:
مسـائح فودي رأسه مسبلغة . جرى مسك دارين الاحم خلالها
مسبلغة ريا من الدهن، والخششاوان العظمان الناشزان بين مؤخر الاذن وقصاص الشعر. وقصاص الشعر منتهاه حين ينقطع من الرأس فيفضى إلى ما لا شعر فيه من الجلد من مقدم الرأس ومؤخره يقال خشاء كما ترى مصروفة وخششاء غير مصروفة فمن قال خشاء قال خشاوان ومن قال خششاء قال خششاوان. قال العجاج:
في خششاوى حرة التحرير
وقص وقصص اسمان للصدر، والصدغ ما انحدر عن الرأس إلى مركب اللحيين وموضع الماضغ الذي يتحرك إذا مضغ الانسان، قال العجاج:
يلهز أصداع الخصوم الميل . للعدل حتى ينتحوا للاعدل
والفهقة هي الفقرة من العنق التي تلى الرأس، والفائق عظم صغيرفي مغرز الرأس من العنق وهو الدرداقس، والمقذ منتهى منبت الشعر من مؤخر الرأس، قال عمر بن لجأ:
كان ربا سائلا أو دبسا . بحيث يجتاب المقذ الرأسا
ويقال إنه للئيم المقذين إذا كان هجين ذلك الموضع، ومن الرؤوس الاكبس وهو المستدير العظيم، وهامة كبساء وكباس، ورجلأ كبس وهو العظيم الرأس، ولذلك قيل قفاف كبس أي ضخام، ويقال رجل كروس إذا كان عظيم الرأس، ومنها المصفح والمصفح وهو الذي يضغط من قبل صدغيه فيطول ما بين جبهته وقفاه، وفيه الصعل يقال رجل صعل وامرأة صعلة وهو دقة في الرأس وخفة، ومنها المؤوم وهو المستدير، قال الشاعر يصف ناقته وسرعة سيرها:
ترى أو تراء?ى عند معقد غرزها . تهاويل من أجلاد هر مؤوم
ومنها الخشاش وهو الخفيف يشبه برأس الجسم ضربه، قال طرفة أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد وفي الرأس الاذنان، وفي الاذنين الغرضوف وبعض العرب يقول الغضروف وهو ما أشبه العظم الرقيق من فروعها وهو معلق الشنوف منها، وحتارها كفاف حروف غراضيفها، وفيه الشحمة وهو ما لان من أسفلها، وفي الشحمة معلق القرط، وفيه الوتد وهي الهنية الناشزة في مقدمها تلي أعلى العارض من اللحية، وفيها محارتها وهي صدفتها، وفي الاذن الصماخ وهو الخرق الباطن الذي يفضي إلى الرأس. وفيه السم. يقال في مثل سد سمك عنا، قال الفرزدق:
ونفست عن سميه حتى تنفسا . وقلت له لا تخش شيئا ورائيا
وهو المسمع مكسور الاول، والمسمع مفتوح المكان من قوهم هومني مرأى ومسمعا، ومنه يقال جدع الله مسامعه، وفي الاذن الصماليخ وهي مثل القشور يخرج منها والواحد صملاخ ويقال صملوخ، ومن الآذان الصمعاء وهي اللطيفة الصغيرة وفيه اضطمار ولصوق بالرأس يقال لمن كان كذلك رجل أصمع وامرأة صمعاء، ويقال إنه لاصمع الفؤاد إذا كان حميز الفؤاد منقبضه، والحميز الشديد، وفي الاذن الخذا والسكك والغضف والقنف، فأما الخذا فهو استرخاؤها وانكسارها مقبلة على الوجه يقال لمن كان كذلك رجل أخذى وامرأة خذواء، وكذلك ينمة خذواء إذا كانت مسترخية، يريدون بذلك أنها تمت حتى استرخت، والنيمة نبت من البقل، وأما السكك فهو صغر الاذن ولزوقها وقلة إشرافها يقال لمن كان كذلك رجل أسك وامرأة سكاء. قال النابغة:
سكاء مقبلة حذاء مدبرة . للماء في القلب منها نوطة عجب
وأصل الحذذ خفة الذنب، وأما الغضف فهو في الناس إقبالها على الوجه وبعضهم يقول إدبارها على الرأس وانكسار طرفها نحو الرأس يقال رجل أغضف وامرأة غضفاء. قال العجاج:
غضفا طواها الامس كلابي
وأما القنف فعظم الاذن وانقلابها على الوجه وتباعدها من الرأس يقال رجل أقنف وامرأة قنفاء، والشرفاء من الاذن القائمة المشرفة يقال أذن شرفاء وشرافية مخففة.
وفي الرأس الشعر ومن الشعر رجل أفرع وامرأة فرعاء وهو التام الشعر الذي لم يذهب منه شي ء، وبلغنا أن رجلا قال لعمر رحمه الله الصلعان خير أم الفرعان قال الفرعان، وكان أبو بكر رحمه الله أفرع وكان عمر أصلع لم يبق من شعره إلا حفاف وهو أن يبقى منه كالطرة حول رأسه. والاثيث من الشعر الطويل الكثير. والجثل الكثير الملتف. وكذلك من النبت والشجر يقال جثل بين الجثولة، قال الاخطل:
غداة غدت غراء غير قصيرة . تذري على المتين ذا عذر جثلا
وقال آخر:
بعد غداف جثلة علكس . ومشية هذالفنيق الوهس
علكس الشديد السواد والالتفاف، ويقال رجل أهلب للكثير الشعر، والهلب الشعر كله في الذنب وغيره، والوحف مخفف هو الكثير الاصول. وكذلك كلما كثرت أصوله من نبت أو زرع وهو وحف. والمسبكر المسترخي يقال اسبكر شبابه إذا لان، قال امرؤ القيس:
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة . إذا ما اسبكرت بين درع ومجول
أي مرت مسترخية سبطة، والمجول الدرع الخفيف تجول فيه المرأة، قال جويبة الهجيمي:
وعلى سابغة كأن قتيرها . حدق الاساود لونها كالمجول
القتير رؤوس مسامير الحلق يعني بياض درع المرأة، الغنسنة من الشعر الخصلة والجماع الغسن، والرسل كل مسترسل وكل سهل لين يقال ناقة رسلة ولا يقال رسل إذا كان مسترسلا. ويقال شعر سبط وشعر سبط، قال الشاعر:
من يأته من سائل ذي قرابة . يجد سبط الكفين أروع ماجدا
ويقال شعر رجل ورجل ورجل ثلاث لغات. وشعر مقلعط وذلكأشد الجعودة، قال عمرو بن معدي كرب الكندي:
وما نهنهت عن سبط كمي . ولا عن مقلعط الرأس جعد
ويقال شعر جعد، فإذا اشتدت جعودته قيل قطط، قال الشاعر وهو المتنخل الهذلي:
يمشى بيننا حانوت خمر . من الخرس الصراصرة القطاط
والزعر والزمر والمعر كل هذا قلة الشعر والريش، قال طرفة:
من الزمرات أسبل قادماها . وضرتها مركنة درور
ويقال رجل زمر ولا يقال أزمر الشعر، وقال الشاعر في الزعر ويقال رجل أزعر وامرأة زعراء، والامرط المنتوف يقال مرط لحيته، والامعط مثله ومن هذا قيل ذئب أمعط وهو أخبث ما يكون إذا تمرط وطار وبره، ويقال أكلت السنورة الحية فتمرط شعرها، والاحص الذي قد تحات شعره ويقال انحت شعره وانحص شعره، وشعفات الرأس الشعر أعلاه، قال وقال رجل ضربني عمر بالدرة فسقط البرنس عن رأسي فأغاثني الله بشعفتين في رأسي أو قال شعيفات. وشعفة كل شئ أعلاه، قال العجاج:
دواخسا في الارض إلا شعفا
ويقال لم يبق من شعره إلا قزع والواحدة قزعة مثل شجرة، والعنصوة وجماعها العناصي وهو أن يذهب شعره إلا شئ يسير في أماكن، ويقال لم يبق من شعره إلا عنصوة خفيفة يعني شيئا قليلا، والعناصي أشياء يسيرة متفرقة، قال أبو النجم:
إن يمس رأسي أشمط العناصي . كأنما فرقه مناصي
عن هـامة كـالـقـمـر الـوبـاص
الوباص البراق، مناص مجاذب ينصوه. والتسبيد في الشعر أن يستأصل جزه. ومنه قيل للخوارج إن التسبيد فيهم لفاش. قال وكان ابن سيرين وناس من أهل السنة لهم وفار خفيفة. وقول الناس ما له سبد ولا لبد أي ما له قليل ولا كثير. ويقال للفرخ حين سبد أي حين شوك. ويقال للشعر إذا قصر فلم يطل قد حرق يحرق حرقا. قال الشاعر وهو أبو كبير الهذلي:
ذهبت بشاشته وأصبح واضحا . حرق المفارق كالبراء الاعفر
ويقال للطائر إذا انحص ريشه قد حرق ريشه. قال عنترة:
حرق الجناح كأن لحيي رأسه . جلمان بالاخبار هش مولع
يصف غرابا ينعق فشبه منقاده بالجلمين أي هو يضرب الفرقة. ويقال شعر مشعان إذا كان منتفشا. وقال أخبرني جويرية بن أسماء قال خرج الوليد وهو مشعان الشعر وهو يقول هلك الحجاج بن يوسف وقرة بن شريك والله لاشفعن لهما إلى ربي وهو يتفجع عليهما، ويقال اشعان الشعر يشعان اشعينانا وهو الثائر المتفرق. والشوع انتشار الشعر قال وأظن منه ابن الشوع. والعذر واحدتهاعذرة وهي شعرات بين القفا ووسط العنق. قال العجاج:
ينفضن أفنان السبيب والعذر
والغدائر واحدتها غديرة قال وكل ذؤابة غديرة، قال أبو داود:
ولها غدائر مسبكرات وأنياب بوارد
وقال امروء القيس:
غدائره مستشزرات إلى العلى . تضل العقاص في مثنى ومرسل
والضفائر واحدتها ضفيرة. والقصائب واحدتها قصيبة. ويقال قصبت فلانة شعرها ولها قصابتان على وجهها إذا كانت لها غديرتان. والذوائب واحدتها ذؤابة، ويقال غب شعرك أي خذ منه حتى يتطأمن، وفي الشعر الهبربة والابرية والتبرية وهو ما يتحات منه. ويقال لما يتقشر عن الهامة من الجلد تبرية وإبرية وهبرية وحزاز، والزغب صغار الشعر ولينه أول ما يبدو من الصبي ومن الشيخ حين يرق شعره يقال شعر أزغب ولحية زغباء وقد ازغاب شعره وازلغب ولم يسود. ويقال ذلك للفرخ حين يلبس الريش من قبل أن يشتد سواد ريشه. ويقال للغلام أول ما يخرج وجهه قد ازلغب عارضاه.
● [ ومن ألوان الشعر ] ●
المسحنكك وهو الاسود من الشعر والليل والنبات وكل شئ اشتد سواده، يقال أتانا مسحنكك الليل. والمحلو لك من الشعر ومن كل شئ ما اسود فاشتد سواده. وكذلك أسود حلبوب وحلكوك. قال الشاعر يصف شدة السير بالليل في ليلة شديدة السواد:
نهاوي السرى والبيد والليل حالك . بمقورة الالياط شم الكواهل
ويقال أسود محلولك وقد احلولك يحلولك احليلاكا شديدا إنما أخذ من جلك الغراب. ويقال أسود فاحم من الشعر ومن كل شئ وإنما اشتق من الفحم، والاصبح من الشعر الذي يخلط بياضا بغبرة. والامغر الذي هو في لون المغرة، والاصهب الذي يخلط بياضا بحمرة.
● [ من اللحى ] ●
فاللحية تجمع الشعر أجمع. فما كان من الصدغ إلى الراد فهو المسال. وما أسبل من مقدمها على الصدر فهو السبلة. يقال للرجل الطويل السبلة إنه لمسبل، ويقال أخذ سبلته فجزه يراد بطرف لحيته قال الشاعر وهو العجاج:
وأخذ الموت بجنبي لحيتي . وسبلاتي وبجنبي لمتي
واللمة طول الشعر. والسبال بعد الشوارب وما يليها، ويقال أخذ الشفرة فلتم بها سبلة بعيره أي نحره. والصبحة والملحة لونان وهو بياض إلى الحمرة وما هو كلون الظبي يقال رجلا صبح اللحية وأملح اللحية إذا كان يعلو شعر لحيته بياض من خلقه ليس من شيب. قال ذو الرمة:
ونادى بها ماء إذا ثار ثورة . أصيبح نوام يقوم ويخـرق
وقال الآخر وهو قيس بن عيزارة الهذلي:
ألفيته يحمي المـضاف كأنه . صبحاء تحمي شبلها وتحيد
وقال الاخطل في الملحة:
ملح المتون كأنما ألبستها . بالماء إذ يبس النضيح جلالا
ومن اللحى الكثة وهو يصرف يقال كثت لحيته تكث كثاثة وكثوثة، والعارض من اللحية ما نبت على عرض اللحى فوق الذقن، ويقال قد شابت لحيته وقد شمطت وقد وخطها الشيب وخيط فيها الشيب، قال الشاعر وهو بدر بن عامر الهذلي:
أصبحت لا أنسى منحية واحد . حتى تخيط بالبياض قرونـي
وقال الآخر:
أبيت الذي يأتي السفيه شبيبتي . إلى أن علا وخط من الشيب مفرقي
ويروى أتيت الذي يأتي. ويقال قد ثقبه الشيب، ويقال لشعرات يسيرة ترى في أول الشيب قد رأى فلان رواعي الشيب، فإذا كثرالشيب فنصف أو كاد قيل قد أخلست لحيته ولحية خليس، قال رؤبة:
لما رأين لحيتي خليسا . رأين سودا أو رأين عيسا
فإذا كانت اللحية قليلة في الذقن ولم تكن في العارضين فذلك السنوط من الرجال ويقال السناط. فإذا لم يكن في وجهه كثيرشعر فذلك الثط يقال رجل ثط وقوم ثطاط. قال الشاعر:
بأرقط مخدود وثط كلاهما . على وجهه سيما امرئ غير سابق
فإذا كثرت اللحية والتفت قيل رجل هلوف، ويقال للرجل إذا لميتصل لحيته من عارضيه إنه لمنقطع العذار، ويقال للرجل إذا كان ضخم اللحية وذلك مثل إنه لضخم العثنون وعثنون كل شئ أوله، وفي اللحى الحصص وهو أن ينكسر الشعر ويقصر يقال لحية حصاء ورجل أحص، قال أبو زبيد:
يقوت فـيها لحام القوم شـيعـته . وردين قد آزرا حصاء مسغابا
وقال أبو قيس بن الاسلت:
قد حصت البيضة رأسي فما . أطعـم نوما غـير تهجاع
وكل شئ من شعر لحية أو رأس يقال له فليلة، ويقال للرجل إنه لعظيم فلائل اللحية وفلائل الرأس، قال ساعدة بن جوية الهذلي:
فغودر ثاويا وتأوبته . مذرعة أميم لها فليل
كتاب خلق الإنسان
تأليف الأصمعي
منتدى نافذة ثقافية - البوابة