منتدى ميراث الرسول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه

    avatar
    اسرة التحرير
    Admin


    عدد المساهمات : 3695
    تاريخ التسجيل : 23/01/2014

    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه  Empty باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه

    مُساهمة من طرف اسرة التحرير الأربعاء ديسمبر 24, 2014 6:18 am

    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه  Albary10

    بّسم الله الرّحمن الرّحيم
    مختارات من فتح البارى
    شرح صحيح البخارى
    كتاب الإيمان
    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه  1410
    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه
    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه " وَأَنَّ الْمَعْرِفَةَ فِعْلُ الْقَلْبِ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)
    الشرح
    قوله: (باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم - ) هو مضاف بلا تردد.
    قوله: (أنا أعلمكم) كذا فى رواية أبى ذر، وهو لفظ الحديث الذى أورده فى جميع طرقه. وفى رواية الأصيلى " أعرفكم " وكأنه مذكور بالمعنى حملا على ترادفهما هنا، وهو ظاهر هنا وعليه عمل المصنف.
    قوله: (وأن المعرفة) بفتح أن والتقدير: باب بيان أن المعرفة. وورد بكسرها وتوجيهه ظاهر. وقال الكرمانى: هو خلاف الرواية والدراية.
    قوله: (لقوله تعالى) مراده الاستدلال بهذه الآية على أن الإيمان بالقول وحده لا يتم إلا بانضمام الاعتقاد إليه والاعتقاد فعل القلب.
    وقوله: (بما كسبت قلوبكم) أى: بما استقر فيها، والآية وإن وردت فى الأيمان بالفتح فالاستدلال بها فى الإيمان بالكسر واضح للاشتراك فى المعنى، إذ مدار الحقيقة فيهما على عمل القلب. وكأن المصنف لمح بتفسير زيد بن أسلم، فإنه فى قوله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم) قال: هو كقول الرجل إن فعلت كذا فأنا كافر، قال: لا يؤاخذه الله بذلك حتى يعقد به قلبه، فظهرت المناسبة بين الآية والحديث، وظهر وجه دخولهما فى مباحث الإيمان، فإن فيه دليلا على بطلان قول الكرامية: إن الإيمان قول فقط، ودليلا على زيادة الإيمان ونقصانه لأن قوله - صلى الله عليه وسلم -: " أنا أعلمكم بالله " ظاهر فى أن العلم بالله درجات، وأن بعض الناس فيه أفضل من بعض، وأن النبى -صلى الله عليه وسلم - منه فى أعلى الدرجات. والعلم بالله يتناول ما بصفاته وما بأحكامه وما يتعلق بذلك، فهذا هو الإيمان حقا.
    (فائدة): قال إمام الحرمين: أجمع العلماء على وجوب معرفة الله تعالى، واختلفوا فى أول واجب فقيل: المعرفة، وقيل: النظر. وقال المقترح: لا اختلاف فى أن أول واجب خطابا ومقصودا المعرفة، وأول واجب اشتغالا وأداء القصد إلى النظر. وفى نقل الإجماع نظر كبير ومنازعة طويلة، حتى نقل جماعة الإجماع فى نقيضه، واستدلوا بإطباق أهل العصر الأول على قبول الإسلام ممن دخل فيه من غير تنقيب، والآثار فى ذلك كثيرة جدا. وأجاب الأولون عن ذلك: بأن الكفار كانوا يذبون عن دينهم ويقاتلون عليه، فرجوعهم عنه دليل على ظهور الحق لهم. ومقتضى هذا: أن المعرفة المذكورة يكتفى فيها بأدنى نظر، بخلاف ما قرروه. ومع ذلك فقول الله تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس عليها).
    (71/ 1) وحديث " كل مولود يولد على الفطرة " ظاهر أن فى دفع هذه المسألة من أصلها، وسيأتى مزيد بيان لهذا فى كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى. وقد نقل القدوة أبو محمد بن أبى جمرة عن أبى الوليد الباجى عن أبى جعفر السمنانى - وهو من كبار الأشاعرة - أنه سمعه يقول: إن هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت فى المذهب، والله المستعان. وقال النووى: فى الآية دليل على المذهب الصحيح أن أفعال القلوب يؤاخذ بها إن استقرت، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله تجاوز لأمتى عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل " فمحمول على ما إذا لم تستقر. قلت: ويمكن أن يستدل لذلك من عموم قوله: " أو تعمل " لأن الاعتقاد هو عمل القلب، ولهذه المسألة تكملة تذكر فى كتاب الرقاق.
    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه  Fasel10
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ. قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِى وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: ( إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا ) "
    الشرح
    قوله: (حدثنا محمد بن سلام) هو بتخفيف اللام على الصحيح. وقال صاحب المطالع: هو بتشديدها عند الأكثر، وتعقبه النووى بأن أكثر العلماء على أنه بالتخفيف، وقد روى ذلك عنه نفسه وهو أخبر بأبيه، فلعله أراد بالأكثر مشايخ بلده. وقد صنف المنذرى جزءا فى ترجيح التشديد، ولكن المعتمد خلافه.
    قوله: (أخبرنا عبده) هو ابن سليمان الكوفى، وفى رواية الأصيلى: حدثنا.
    قوله: (عن هشام) و ابن عروة بن الزبير بن العوام.
    قوله: (إذا أمرهم أمرهم) كذا فى معظم الروايات، ووقع فى بعضها أمرهم مرة واحدة، وعليه شرح القاضى أبو بكر بن العربى، وهو الذى وقع قى طرق هذا الحديث التى وقفت عليها من طريق عبده، وكذا من طريق ابن نمير وغيره عن هشام عند أحمد، وكذا ذكره الإسماعيلى من رواية أبى أسامة عن هشام ولفظه: " كان إذا أمر الناس بالشيء " قالوا: والمعنى كان إذا أمرهم بما يسهل عليهم دون ما يشق خشية أن يعجزوا عن الدوام عليه، وعمل هو بنظير ما يأمرهم به من التخفيف، طلبوا منه التكليف بما يشق، لاعتقادهم احتياجهم إلى المبالغة فى العمل لرفع الدرجات دونه، فيقولون: " لسنا كهيئتك " فيغضب من جهة أن حصول الدرجات لا يوجب التقصير قى العمل، بل يوجب الازدياد شكرا للمنعم الوهاب، كما قال فى الحديث الآخر: " أفلا أكون عبدا شكورا ". وإنما أمرهم بما يسهل عليهم ليداوموا عليه كما فى الحديث الآخر: " أحب العمل إلى الله أدومه "، وعلى مقتضى ما وقع فى هذه الرواية من تكرير" أمرهم " يكون المعنى: كان إذا أمرهم بعمل من الأعمال أمرهم بما يطيقون الدوام عليه، فأمرهم الثانية جواب الشرط، وقالوا جواب ثان.
    قوله: (كهيئتك) أى ليس حالنا كحالك. وعبر بالهيئة تأكيدا. وفى هذا الحديث فوائد:
    الأولى: أن الأعمال الصالحة ترقى صاحبها إلى المراتب السنية من رفع الدرجات ومحو الخطيئات، لأنه -صلى الله عليه وسلم -لم ينكر عليهم استدلالهم ولا تعليلهم من هذه الجهة، بل من الجهة الأخرى.
    الثانية: أن العبد إذا بلغ الغاية فى العبادة وثمراتها، كان ذلك أدعى له إلى المواظبة عليها، استبقاء للنعمة، واستزادة لها بالشكر عليها.
    الثالثة: الوقوف عند ما حد الشارع من عزيمة ورخصة، واعتقاد أن الأخذ بالأرفق الموافق للشرع أولى من الأشق المخالف له.
    الرابعة: أن الأولى فى العبادة القصد والملازمة، لا المبالغة المفضية إلى الترك، كما جاء فى الحديث الآخر: " المنبت - أى المجد فى السير - لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ".
    الخامسة: التنبيه على شدة رغبة الصحابة فى العبادة وطلبهم الازدياد من الخير.
    السادسة: مشروعية الغضب عند مخالفة الأمر الشرعى، والإنكار على الحاذق المتأهل لفهم المعنى إذا قصر فى الفهم، تحريضا له على التيقظ.
    السابعة: جواز تحدث المرء بما فيه من فضل بحسب الحاجة لذلك عند الأمن من المباهاة والتعاظم.
    الثامنة: بيان أن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -رتبة الكمال الإنسانى لأنه منحصر فى الحكمتين العلمية والعملية، وقد أشار إلى الأولى بقوله: " أعلمكم " ، وإلى الثانية بقوله: " أتقاكم "، ووقع عند أبى نعيم " وأعلمكم بالله لأنا " بزيادة لام التأكيد.
    (1/72) وفى رواية أبى أسامة عند الإسماعيلى: " والله إن أبركم وأتقاكم أنا "، ويستفاد منه إقامة الضمير المنفصل مقام المتصل، وهو ممنوع عند أكثر النحاة إلا للضرورة وأولوا قول الشاعر: " وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلى" بأن الاستثناء فيه مقدر، أى: وما يدافع عن أحسابهم إلا أنا. قال بعض الشراح: والذى وقع فى هذا الحديث، يشهد للجواز بلا ضرورة، وهذا الحديث من أفراد البخارى عن مسلم، وهو من غرائب الصحيح، لا أعرفه إلا من هذا الوجه، فهو مشهور عن هشام، فرد مطلق من حديثه عن أبيه عن عائشة والله أعلم. وقد أشرت إلى ما ورد فى معناه من وجه آخر عن عائشة فى باب من لم يواجه من كتاب الأدب، وذكرت فيه ما يؤخذ منه تعيين المأمور به. ولله الحمد.
    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه  Fasel10
    فتح البارى . للإمام ابن حجر العسقلانى
    باب قَوْلُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّه  Fasel10


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 1:28 am