بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الثانى : الأدوية المفردة
الأدوية المفردة على ترتيب جيد
حرف الزاي كاملآ
● [ زنجبيل ] ●
الماهية: قال ديسقوريدوس: الزنجبيل أصوله صغار مثل أصول السعد، لونها إلى البياض، وطعمها شبيه بطعم الفلفل طيّب الرائحة، ولكن ليس له لطافة الفلفل، وهو أصل نبات، أكثر ما يكون في مواضع تسمّى طرغلوديطقي. ويستعمل أهل تلك الناحية ورقه في أشياء كثيرة، كما نستعمل نحن السذاب في بعض الأشربة وفي الطبيخ. وقال: من الزنجبيل نوع يسمى زنجبيل الكلب، ويسميه أهل طبرستان فلذلك، وهذا عام ينبت في الغدران والينابيع الصغار والمياه البطيئة الجريان، وله ساق ذو عقد يبلغ الركبة طولأً، وله أغصان. ورق شبيه بأغصان النعنع وورقه، غير أنها أكبر وأشدّ بياضاً وأنعم، حريفة الطعم مثل الفلفل وريحها طيبة، ليست بعطرة، وله ثمر صغار نابتة في قضبان صغار، مخرجها من أصول الورق مجتمعة بعضها إلى بعض متراكم كالعنقود، وهو أيضاً حريف. وقال: يعرض للزنجبيل التأكل لرطوبته الفضلية، ولذلك إسخانه أبقى من إسخان الفلفل، وذلك لكثافته أيضاً كما في الحرف والخردل واليافيسيا.
الطبع: حار في آخر الثالثة، يابس في الثانية، وفيه رطوبة فضلية بها يزيد المني.
الأفعال والخواص: حرارته قوية ولا يسخن إلا بعد زمان لما فيه من الرطوبة فضلية، لكن إسخانه قوي ملين يحلل النفخ، وإذا ربي أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية ويجف أكثر.
أعضاء الرأس: يزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة عن نواحي الرأس والحلق.
أعضاء العين: يجلو ظلمة العين، للرطوبة كحلاً وشرباً.
أعضاء الغذاء: يهضم ويوافق برد الكبد والمعدة وينشف بلة المعدة وما يحدث فيها من الرطوبات من كل الفواكه.
أعضاء النفض: يهيج الباه ويلين البطن تلييناً خفيفاً، قال الخوزي: بل يمسك، أقول: إذا كان عن سوء هضم وإزلاق خلط لزج ينفعه.
السموم: ينفع من سموم الهوام.
● [ زوفا رطب ] ●
الماهية: هو وسخ مجتمع على أصواف أليات الضأن بأرمينية، وينجر على حشائش يتوعية، فيأخذ قواها ولبناتها، وربما كانت سيالة فطبخت وقومت هناك.
الطبع: حار في الثانية رطب في الأولى.
الخواص: منضج محلل.
الأورام والبثور: محلل الأورام الصلبة والدشبد إذا تضمد به العضو.
أعضاء الغذاء: هو مع التين والبورق ضمّاد للطحال، وينفعه شرباً، وينفع من الاستسقاء.
أعضاء النفض: يحلل الصلابات التي في ناحية المثانة والرحم، وينفع من برودتها وبرودة الكلى.
● [ زوفا يابس ] ●
الماهية: منْه جبلي ومنه بستاني.
الطبع: حار يابس فْي الثالثة.
الخواص: لطيف كالسعتر.
الزينة: شربه يحسن اللون، والتغمر به يجلو الآثار في الوجه.
الأورام والبثور: يحلّل الأورام الصلبة سقياً بالشراب.
أعضاء الرأس: طبيخه بالخل يسكن وجع السن، وبخار طبيخه مع التين نافع من دوي الأذن إذ أخذ في قمع.
أعضاء العين: يطبخ ثم يضمد به الطرفة والدم الميت تحت الجفن.
أعضاء الصدر: ينفع الصدر والرئة ومن الربو والسعال المزمن وطبيخه بالتين والعسل كذلك، ومن الأورام الصلبة ونفس الإنتصاب، والتغرغر به نافع أيضاً من انخناق البطن.
أعضاء النفس: هو مع التين والبورق ضماد للطحال، وينفعه شرباً، وينفع من الاستسقاء.
أعضاء النفض: يسهل البلغم وحب القرع والديدان وإذا خلط بقردمانا وإيرساقوي إسهاله.
● [ زرنباد ] ●
الماهية: أصول نبات يشبه السعد، لكنه أعظم وأقل عطريه، ذو لون أغبر يجلب من بلاد الصين.
الطبع: حار يابس إلى الثالثة.
الخواص: يحلل الرياح.
الزينة: مسمن يدفع رائحة الشراب والثوم والبصل.
أعضاء الصدر: مفرح القلب.
أعضاء الغذاء: يحبس القيء.
أعضاء النفض: يعقل البطن، وينفع من رياح الأرحام.
السموم: ينفع من لدغ الهوام جداً حتى يقارب الجدِوار.
الأبدال: بدله في لدغ الهوام مثله ونصف درونج، وثلثي وزنه طرخشقوق بري، ونصف وزنه حب الأترج.
● [ زنجبيل الكلاب ] ●
الماهية: بقلة معروفة، وهو فلفل الماء وورقه كورق الخلاف إلا أنه أشد صفرة، وقضبانها حمر له طعم الزنجبيل يقتل الكلاب.
الطبع: حار في الثانية يابس في الأولى.
الزينة: طريه مدقوقاً مع بزره يجلو الآثار في الوجه والكلف والنمش العتيق.
الأورام والبثور: طرية يحلل الأورام الصلبة إذا دق مع بزره وضمد به.
● [ زئبق ] ●
الماهية منه مشتق من معدنه، ومنه مستخرج من حجارة معدنه بالنار، استخراج الذهب والفضة وحجارة معدنه إذا كان صافياً لا يختلط به تراب أو حجر، فهو في لون السنجفر، بل السنجفر في لونه، ولا يلحقه. ويظن "جالينوس وغيره أنه مصنوع كالمرتك لأنه مستخرج بالنار، فيجب إذاً أن يكون الذهب مصنوعاً كالمرتك، ولأن جوهر حجره يشبه السنجفر، فيظن أنه إنما يعمل من السنجفرفي قدر مطيت موقد عليها، قيصعد، وليس بذلك بل الشجر يعمل منه بالكبريت، ثم يمكن أن يستخرج منه كما يستخرج من السنجفر المعدني الذي هو جوهر الزئبق.
الطبع: بارد رطب في الثانية.
الأفعال والخوص: مصعده قابض.
الزينة: المقتول منه أدوية للقمل والصيبان مع دهن الورد.
الجراح والقروح: المقتول منه للجرب مع دهن الورد، ومع أدوية الجرب والقروح الرديئة.
آلات المفاصل: بخاره يحدث الفالج والرعشة وتشبك الاعياء.
أعضاء الرأس: دخانه يذهب السمع، دخانه يبخر الفم إذا بخّر به.
أعضاء العين: دخانه يذهب البصر.
أعضاء النفض: ذكر بولس الاحتياطي، أنٌ من الناس من يسقى مقتوله في إيلاوس.
السموم: المصعد من الزئبق قَتال لشدة التقطيع وعلاجه القوي شرب اللبن والقيء. وجالينوس ذكر أنه لاتجربة له فيه قال بعضهم: إن المقتول يقتل بثقله، فإنه يأكل ما يلقاه بثقله، وهذا كلام غير محصل، وهو يقتل الفار، ويهرب من دخانه الهوام والحيات.
● [ زاجات ] ●
الماهية: الفرق بين الزاجات البيض والحمر والخضر والصفر والقلقديس والقلقند والسوري والقلقطار، أن الزاجات هي جواهر تقبل الحلٌ مخالطة لأحجار لا تقبل الحل، وهذه نفس جواهر تقبل الحل قد كانت سيالة، فانعقدتّ فالقلقطار هو، الأصفر، والقلقديس هو الأبيض، والقلقند هو الأخضر، والسوري هو الأحمر. وهذه كلها تنحل في الماء والطبخ، إلآ إلسوري، فإنه شديد التجسد والإنعقاد. الأخضر أشد انعقاداً من الأصفر وأشد انطباخاً، وكلّ زاج، فإنه يشبه في الطبع واحداً مما يشبه لونه. وقد سبق إلى وهم جالينوس أن الزاج الأحمر يتولّد من القلقطار إذ رأى قلطاراً مرةً قد اشتمل عليه زاج أحمر متناثر منه، وفي هذا نظر.
الاختيار: الأخضر المصري أقوى من القبرسي، لكن في أمراض العين القبرسي، وغير المحرق أقوى. فالمحرق ألطف، وألطفها القلقديس والأخضر، وأعدلها القلقطار، وأغلظها السوري، ولذلك لا ينحل في الماء. وقوّة الزاج الذي فيه تلميعات ذهبية قريبة من قوّة القلقطار، وأجود القلقطار السريع التفتت النحاسي النقي الغير العتيق. وزاج الحبر المسمى سحيرة أجوده الصلب الذي ذهبيته يلمع، وقوّته كالقلقطار، وأجود السوري ما يحمل من مصر فيتفتت عن سواد ويكون ذا تجاويف كثيرة، زهم المذاق قابضه، وكذلك شمه.
الطبع: حار يابس في الثالثة.
الأفعال والخواص: كلّها محرق يحدث الخشكريشة، والزاج الأحمر أقل لذعاً من القلقطار، وزاج الأسالفة أقبض الجميع، والقلقطار معتدل القبض.
الأورام والبثور: القلقطار ينفع من الحمرة والأورام الساعية.
الجراح والقروح: كلها تنفع من الجرب الرطب، والسعفة والقلقطار وسائرها قد يعمل منها فتائل في الناصور فيقلع التحرق.
آلات المفاصل: السوري يحتقن به مع الخمر، فينفع من عرق النسا.
أعضاء الرأس: ينفع في الأنف للرعاف وخاصة القلقطار، وتنفع كلها في الآكلة والأورام الرديئة في اللثة، وإذا لوثت به فتيلة بعسل وجعلت في الأذن، نفع من قروح الأذن والمدة فيها، وكذلك إذا نفخ فيها بمنفاخ، ويمنع تأكل الأسنان. والأحمر المعروف بالسوري يشد الأسنان والأضراس المتحركة، والزاج المحرق إذا جمع بسورنجان ووضع تحت اللسان، نفع من الضفدع. وينفع القيروطي المتخذ منه، صوماً الأحمر من الآكلة في الفم والأنف وقروحهما.
أعضاء العين: القلقطار خصوصاً وغيره عموماً ينفع من صلابة الجفون وخشونتها.
أعضاء النفس: يجفف الرئة حتى ربما قتل.
السموم: فيه قوة سمية لتجفيفه الرئة.
● [ زرنيخ ] ●
الماهية: جوهر معدني، منه أخضر، ومنه أصفر، ومنه أحمر.
الاختيار: أجوده المتربص المنسحق المشابه برائحة الكبريت، وأجوده الأصفر المتسرح الأرمني الذهبي الصفائحي الرقيقها، كأنه طلق أصفر.
الطبع: حار في الثالثة يابس في الثانية.
الأفعال والخواص: كلها معفّن لذاع، والأحمر منه أجود من القلدقيون.
الزينة: يحلق الشعر، وهو مع الريتيانج لداء الثعلب.
الجراح والقروح: يوضع بالشحم على الجراحات.
الأورام والبثور: مع الشحم والدهن للجرب والسعفة الرطبة والعفن ويحرق الجلد ويلطخ بالمر للقمل، وآثار الدم، وبالزفت لآثار الأظفار، وقد يستعمل بالزفت للقمل.
أعضاء الرأس: ينفع القيروطي المتخذ منه، وخصوصاً من الأحمر الآكلة في لأنف والفم وقروحهما.
أعضاء النفس: يسقى للمتقيحين ورمالى وماء العسل، ويبخر مع الريتيانج للسعال المزمن ونفث القيح، وقد يدخل في طبّ الربو.
أعضاء النفض: يلطخ من دهن الورد للبثور والبواسير في المقعدة.
السموم: المُصَعَد قاتل.
● [ زبد البحر ] ●
الماهية: أصنافه خمسة: إسفنجي في شكله، زهم في رائحته، مثل رائحة مسك سهِك، وهو كثيف ساحلي واسنفجي خفيف طويل لين طحلبي الرائحة ووردي فرفيري، ويشبه بالصوف الوسخ، خفيف، وخامس فطري الشكل أملس الظاهر خشن الباطن لا رائحة له.
الطبع: حار يابس في الثالثة.
الأفعال والخواص: منق للأوساخ جال محرق، والثالث ألطف من غيره.
الزينة: محرقة وخصوصاً الثالث لداء الثعلب، والفطري يستعمل في حلق الشعر، وينفع من البهق فيما يقال والإسفنجيان يدخلان في الغسولات، وفي أدوية البثور اللبنية، وللكلف وللآثار في الوجه، والباقي حلاق للشعر.
أعضاء الرأس: والأملس أوفق بجلاء الأسنان، وهو بالجملة شديد للأسنان.
الأورام والبثور: الأملس على الأورام المسمارية والوردي للخنازير.
الجراح والقروح: ينفع الجرب المتقرح والقوابي، وخصوصاً الاسفنجيان.
آلات المفاصل: الوردي للنقرس مع الشمع ودهن الورد.
أعضاء الغذاء: الوردي نافع للطحال والاستسقاء.
أعضاء النفض: الوردي منه نافع من عسر البول ولتنقية رمل المثانة ووجع الكلى.
● [ زنجفر ] ●
الماهية: قال قوم قوته قوة الإسفيداج، وقال الآخرون قوّته قوة السادنج.
الطبع: الأصح أنه حار يابس وكأنهما في آخر الثانية، وما قيل من غير ذلك فعن غير معرفة.
الأفعال والخواص: عند بعضهم قبضه أقوى من جذبه، وعند الآخر جذبه أقوى عن قبضه.
الجراح والقروح: يدمل الجراحات وينبت اللحم في القروح ويمنع حرق النار والحصف.
أعضاء الرأس: يمنع تأكل الأسنان.
● [ زجاج ] ●
الطبع: حار في الأولى يابس في الثانية.
أعضاء الرأس: يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا طلي بدهن الزنبق وإذا غسل به.
الأفعال والخواص: فيه قبض ولطافة.
أعضاء الرأس: ينقي الأدوية إذا غسل به ويجلو الأسنان.
أعضاء العين: يجلو العين ويذهب بياضها والمحرق أقوى.
أعضاء النفض: المسحوق والمحرق منه نافع جداً لحصاة المثانة والكلية إذا سقي بشراب.
● [ زرنَب ] ●
الماهية: قضبان دقاق مستديرة الشكل ما بين غلظ المسلة إلى غلظ الأقلام سود إلى الصفرة ليس له كثير طعم ولا رائحة، والقليلة من رائحته عطرية أترجة وقوته قوة جوزبوا، ولكنه ألطف منه قليلاً، وقد يقوم بدلاً عن الدارصيني فيما يقال.
الطبع: حار يابس في الثانية.
الأفعال: فيه قبض وتحليل للرياح.
أعضاء الرأس: يسعط بالماء، ودهن الورد للصداع البارد.
أعضاء الغذاء: نافع للكبد والمعدة الباردتين منفعة بينة جداً.
أعضاء النفض: يعقل البطن فيما يقال.
● [ زبد ] ●
الطبع: حار رطب في الأولى ودرجته في رطوبته أعلى.
الأفعال والخواص: منضج محلل مرخّي، وتحليله من الأبدان المتوسطة دون الصلبة وفي الناعمة بسهولة دخانه مجفف يقبض بالرفق مسكن لأوجاع المواد المنصبة إلى الأعضاء.
الزينة: يطلى به البدن فيغذي ويسمن.
الجراح والقروح: ينفع من جراحات العصب ويملأ القروح وينقيها.
أعضاء الرأس. يخلط به أدوية جراحات حجب الدماغ، ولأورام أصول الأذنين والأرنبتين والفم، ولورم اللثة والقلاع، ويطلى به عمور الصبيان، فيسهل نبات الأسنان.
أعضاء النفض: ينفع من السعال البارد اليابس، وخصوصاً مع اللوز والسكر، وكذلك في ذات الجنب وذات الرئة ويسهل النفث وينضج، وكذلك مع دهن اللوز والسكر ويكون إنضاجه أكثر، وأما وحده فتنقيته أقل من إنضاجه، ومع السكر بالعكس، ويمنع نفث الدم، وينفع من قذف المدة إذا لعق منه قدر أوقية ونصف بالعسل.
أعضاء النفض: مليّن، والإكثار منه يسهّل، ويحقن به الأورام الحارة والصلبة في الأمعاء والرحم والأنثيين ويقع في أدوية خراجات فم الحانة.
السموم: يقاوم السموم وينفع إذا طلي به نهشة الأفعى.
● [ زفت ] ●
الماهية: قال ديسقوريدوس: الزفت المسمّى أيضاً إغراء صنفان، بحري أسود سيّال يدخل في المراهم وهو من قبيل القار، وجبلي برّي. والبري منه سيالة شجرة التنوب، وضروب أخرى من الصنوبر، وفي الأولى يكون رطباً، ثم قد يجفف بالطبخ، وأكثره من التنوب، وهو شجرة قضم قريش. ودهن الزفت قريب من القطران، ويتخذ منه بأن يقطر رطبه حين يطبخ لييبس، أو يعلق فوقه صوف ليتندى من بخاره، فإذا تندى عصر في إناء آخر، على أنه يمكن أن يقطر في القرع والإنبيق تقطيراً أجود من ذلك وأحفظ لما يصعد.
الأقعال والخواص: منضج للآخلاط الغليظة جلاء مسخَن، والرَطب أشد إنضاجاً، واليابس أشد تجفيفاً ويقع في المراهم.
الزينة: يقلع بياض الأظفار ويجذب الدم إلى الأعضاء فيسمنها، خاصةً إذا كرر إلصاقه وقلعه دفعة بعنف، ويطلى على شقاق القدم وسائر الأعضاء ليصلحه، وينبت التضميد به الشعر في داء الثعلب.
الأورام والبثور: يلين الأورام الصلية، وخصوصاً الرطب ويستعمل بدقيق الشعير على الخنازير، ويمنع إذا خلط بالكبريت أو بقشر شجرة التنوب، من سعي النملة، وينفع خراجات الغدد كلها.
الجراح والقروح: يذهب القوابي وينبت الدم في القروح العميقة خصوصاً بدقاق الكندر وبالعسل وينقي القروح الفاسدة الرطوبات واليابس في ذلك، وفي الجراحات أشد تجفيفاً.
آلات المفاصل: ينفع من أورام العضل.
أعضاء الرأس: اليابس والرطب جيدان لقروح الرأس.
أعضاء العين: دخان الزفت يحسن هدب العين، وينبت الأشفار، ويمنع الدمعة ويملأ القروح في العين، ويقوي البصر.
أعضاء الصدر: ينفع من السعال البارد اليابس، وخصوصَاً مع اللوز والسكر، وكذلك في ذات الجنب، وذات الرئة يسهل النفث، وينضج، وكذلك مع دهن اللوز يكون إنضاجه أكثر وأما وحده فتنقيته أقل من إنضاجه، ومع السكر بالعكس. ويمنع نفث الدم وينفع من قذف المدد إذا لُعِق قدر وقية ونصف بالعسل، والزفت الرطب إذا تحنك به جيد للخوانيق.
أعضاء النفض: ملين، والإكثار منه يسهل ويحتقن به للأورام الحارة والصلبة في الأمعاء والرحم والأنثيين، ويقع في أدوية جراحات فم المثانة وإذا لطخ الزفت على شقاق المنغمة أبرأها.
السموم: يقاوم السموم وينفع إذا طلي به نهشة الأفعى.
● [ زعفران ] ●
الماهية: معروف مشهور.
الاختيار: جيده الطري السن اللون الذكي الرائحة على شعره قليل بياض غير كثير ممتلىء صحيح سريع الصبغ غير ملزج ولا متفتت.
الطبع: حار يابس أما حرارته في الثانية، وأما يبوسته ففي الأولى.
الأفعال والخواص: قابض محلل منضج لما فيه من قبض مغر، وحرارته معتدلة مفتح، قال جالينوس: وحرارته أقوى من قبضه، ودهنه مسخن. قال الخوزي: إنه لا يغيّر خلطاً البتة، بل يحفظها على اليبوسة، ويصلح العفونة ويقوي الأحشاء.
الزينة: يحسن اللون شربه.
الأورام والبثور: محلل للأورام ويطلى به الحمرة.
أعضاء الرأس: مصدع يضر الرأس ويشرب بالميبختج للخمار، وهو منوم مظلم للحواس إذا سقي في الشراب أسكر حتى يرغن، وينفع من الورم الحار في الأذن.
أعضاء العين: يجلو البصر، ويمنع النوازل إليه، وينفع من الغشاوة، ويكتحل به للزرقة المكتسبة من الأمراض.
أعضاء الصدر: مقو للقلب مفرح يشمه المبرسم وصاحب الشوصة للتنويم، وخصوصاً دهنه، ويسهل النفس، ويقوي آلات النفس.
أعضاء الغذاء: هو مغثّ يسقط الشهوة بمضادته الحموضة التي في المعدة، وبها الشهوة، ولكنه يقوي المعدة والكبد لما فيه من الحرارة والدبغ والقبض، وقال قوم: إن الزعفران جيد للطحال.
أعضاء النفض: يهيّج الباه ويدر البول، وينفع من صلابة الرحم، وانضمامه، والقروحَ لخبيثة فيه، إذا استعمل بموم أو محّ مع ضعفه زيتاً، وزعم بعضهم أنه سقاه في الطلق المتطاول فولدت في الساعة.
السموم: قيل أن ثلاثة مثاقيل منه تقتل بالتفريح.
الأبدال: بدله مثل وزنه قسط وربع وزنه قشور السليخة.
● [ زنجار ] ●
الماهية: معروف، وأصناف اتخاذ الزنجار بتكريج النحاس في دردي الخل، ورش برادته بالخل ودفنه في الندى، ويكب آنية نحاسية على آنية فيها خلّ، وتركها حتى يزنجر، ثم يحكّ الزنجار عنها، وتخليطه بنوشادر، ودفنه في الندى معروف.
ويتخذ من الزنجار نوع لطيف جداً: يؤخذ الخلّ المصعد، ويجعل في هاون من نحاس بمدقّة من نحاس، فلا يزال يسحق في الشمس القائظة حتى يتكرج، ثم يجعل فيه شبّ وملح بمقدار، ولا يزال يسحق فإذا تعجن ما سحق جمع، وجفف ورشّ عليه الخلّ وبول الصبيان وسحق وترك في الندى، ثم يجمع ويجفّف. وقد يؤخذ من الزنجار ما يتولد على الصخر، وفي معادن، النحاس، وقد يؤخذ منه في المعدة.
الاختيار: أجوده المعدني، وأقواه المتخذ من التوبال والروسختج، والخلِّي ألين من النوشادري.
الطبع: حار يابس إلى الرابعة.
الأفعال والخواص: جلآء أكّال للحم الصلب واللين جميعاً حاد، والقيروطي يعدله فيجعله مجففاً بلا لذع.
الجراح والقروح: يمنع القروح الساعية ويدمل مع القيروطي وينقي القروح الوسخة، وهو مع علك الأنباط والنطرون علاج الجرب المتقرّح والبرص والبهق.
أعضاء الرأس: الزنجار المتخذ بالنوشادر والشبّ والخل إذا سحق ونفخ في الأنف، ويملأ الفم ماء لئلا يصل إلى الحلق، فإنه ينفع من نتن الأنف والقروح الرديئة فيه. وزنجار الحديد بالخل يشد اللثة، ويتخذ منه قيروطي لأورام اللثّة، وكذلك زنجار النحاس.
أعضاء العين: ينفع من غلظ الأجفان وجسائها، ويجلو العين ويقع في أدوية قروح العين، ويدر الدمع جداً، وإذا استعمل الزنجار في الأكحال، فمن الصواب أن يكمّد العين بأسفنجة مغموسة في ماء حار.
أعضاء النفض: يقع في أدوية البواسير ويتّخذ منه ومن الأشق فتائل ويحشى به البواسير.
● [ زهرة النحاس ] ●
الأفعال والخواص: قا بض أكّال لذاع.
الجراح والقروح: يأكل اللحم الزائد.
أعضاء الرأس: يقع في مجففات قروح الأذن، والأبيض منه إذا سحق ونفخ في الأذن أذهب الصمم المزمن ويحنك به مع العسل لأورانم النغانغ واللهاة.
أعضاء النفض: أربع أنولوسات منه تسهل خلطاً غليظاً، ويسهل الماء الأصفر، ويقع في مجففات البواسير وقروح المقعدة فيما يقال.
● [ زوفرا ] ●
الماهية: قال ديسقوريدوس: هذه شجرة تنبت في بلاد لنفوربا كثيراً في جبل أقابيس، وهو جبل مجاور لبلاد مصر، وأهله يسمّونه فانا كثير، يعني الجاوشير لأن أصله وساقه شبيه بشجرة الجاوشير، وقوته شبيهة بقوته، وينبت في الجبال الشاهقة الخشنة المظللة الأشجار، وخاصة المواضع الرطبة، وصغير السواقي. وساقه دقيق شبيه بساق الشبث ذو عقد عليه ورق شبيه بورق إكليل الملك، إلا أنه أنعم منه، طيب الرائحة وطرف ساقه دقيق متفرق على طرفه إكليل، في بزر أسود مجوف إلى الطول ما هو، شبيه ببزر الرازيانج حريف المذاقة، فيه عطرية وله أصل أبيض شبيه بأصول النبات. فانا كثير طيب الرائحة، وقال قوم: يشبه حبّ هذه الشجرة حب الأنجذان، يقال لها الخذا، وهو يشبه السذاب ويقال لها ديناروية.
الطبع: حارة يابسة.
الخواص: يحلل النفخ مسخن.
أعضاء الغذاء: يهضم الطعام وينفع المعدة من النفخ والأورام البلغمية.
أعضاء العين: بزره وأصله نافع لظلمة البصر ويجلوه.
الجراح والقروح: نافع لأوجاع الجرب والحكّة.
أعضاء النفض: أصله وبزره في تجفيف المني شبيه بالقوة بالسذاب، وإذا شربّ أدر الطمث والبول، وإذا احتملت المرأة أصله فعل ذلك.
السموم: ينفع من لسع العقارب ولسع الهوام شرباً وطلاء.
● [ زرين درخت ] ●
آلات المفاصل: ينفرد من عرق النسا.
أعضاء النفض: ماء ورقه مع الميبختج لعسر البول والطمث ويخرج الدم الجامد من المثانة.
السموم: ينفع من لسع الهوام.
● [ زعرور ] ●
الماهية: قال ديسقوريدوس: هذه شجرة مشوكة ورقها شبيه بورق لوقوراشي، ولها ثمر صغار شبيه بالتفاح، إلا أنه أصغر من التفاح، وله لون أحمر لذيذ في كل واحد منه ثلاث حبات، ولذلك سماه قوم طريقونيقون، ومعناه دواء الثلاث حبات، ونوع من الزعرور يسميه اليونانيون هيفلمون وساطيون، وربما سمّوه التفاح البري. وشجرته تشبه شجرة التفاح حتى في ورقه، إلا أنه أصغر منه، وأصله وثمر هذه الشجرة مستدير يؤكل، عفص الطعم، وأسافله عريضة، لون ثمرة هذه الشجرة أصفر.
الطبع: قال قوم أنه بارد رطب.
الخواص: قابض أقبض من الغبيراء يقمع الصفراء ويحبس السيلانات أكثر من كل ثمرة.
أعضاء الرأس: مصدع.
أعضاء الغذاء: رديء للمعدة.
أعضاء النفض: عاقل فلا يحبس البول.
● [ زبل ] ●
الماهية: الأزبال تختلف باختلاف أنواع الحيوان، بل قد تختلف بحسب اختلاف أشخاص نوع واحد، وخصوصاً الناس. وزبل البطّ لا يستعمل لفرط حرارته، وزبل البازي رالصقر والباشق وسائر الجوارح، فقلما تستعمل لأنها مفرطة جداً.
الطبع: ليس شيء من الزبل بمبرد ولا بمرطّب، وزبل الحمام أسخن الأزبال المستعملة، وزبل الدواجن ينقص عن الراعية.
الأفعال والخواص: بعر الماعز وخصوصاً الجبلي، يستعمل على كل سيلان دم.
روث الحمار محرق، وغير محرق على كل سيلان دم. زبل الحمام من المحمرات ومع دقيق الشعير محلل. بعر الماعز المحرق يصير ألطف، ولا يصير أسخن.
الزينة: بعر الضأن مع الخل على الثآليل النملية والمسمارية والتوتية. زبل الجراد للكلف والبهق، وكذلك زبل الزرزور المعتلف للأرزّ، وكذلك زبل الحردون، والوَرَل يحسن اللون. بعر الماعز وخصوصاً الجبلي محرقاً على داء الثعلب، وكذلك زبل الفارة أعظم. زبل الحمام من الأدوية المحسنة للون. بعر الضب يجلو الكلف مجرب.
الأورام والبثور: أخثاء البقر مع الخل على الخراجات الحارة، فيسكنها. بعر الماعز، وبعر الضأن مع الخل على حرق النار بشمع ودهن ورد، زبل الحمام بعسل، وبزر كتان لخشكريشة النار الفارسي، وحرق النار. بعر الماعز للتقشر، زبل الحمام وزبل حباري للقوابي، وكذلك زبل الزرزور المعتلف للأرز.
الجراح والقروح: زبل الكلب عن العظام بالعسل نافع في القروح العتيقة.
آلات المفاصل: أخْثاء البقر ضمّاداً على عرق النسا، بعر الماعز خصوصاً الجبلي مع شحم الخنازير على النقرس، وعلى عرق النسا. خرء الخنزير اليابس مع الخل يشرب لوهن العضل، وبقيروطي يوضع على التواء العصب وعلى الصلابات كلها. زبل الحمام على أوجاع المفاصل، بعر الماعز ممّا جرّب على صلابات المفاصل وأورامها، خصوصاً بالخل الممزوج، وهو من تجاريب جالينوس، وكذلك بدقيق الشعير، وهو لمن كان لحمه صلب وأجفى أوفق.
أعضاء الرأس: سرقين الحمار يشمم للرعاف القوي، أو تعصر رطوبته في الأنف فيحبس. وزبل الحمام ينفع من السعفة. قال جالينوس: إذا استعمل زبل الحمام الراعية مع بزر الحرف في الصداع المسمى بيضة ينفع، أخثاء البقر للأورام التي خلف الأذن.
أعضاء العين: زبل الورل والضبّ والتمساح لبياض العين، وكذلك زبل الحمام، والعصافير للبياض. وزبل الخطاف عجيب في ذلك، وقد جربته أنا مع العسل. زبل الفارة مجرّب في قرحة القرنية، والمدة التي تجتمع تحت القرنية.
أعضاء الصدر: بعر الخنزير بماء وشراب لنفث الدم ووجع الجنب. زبل الكلب المطعم عظاماً يتحنك به للخناق. وكذلك زبل الصبيان حتى ربما أغنى عن الفصد، ويجب أن يطعم الصبي خبزاً مع ترمس ليقل النتن. أخثاء البقر من بخورات الرئة في السلّ ونحوه.
أعضاء الغذاء: بعر الماعز خصوصاً الجبلي لليرقان يشرب ببعض الأفاويه مجرب، وينفع في الاستسقاء ضماداً وشرباً، وليكن التضمد والتطلي به في الشمسْ.
أعضاء النفض: خرء الثور يُبخر به لنتوء الرحم. بعر الماعز خصوضاً الجبلي يشرب مع بعض الأفاويه فيدر الطمث، ويسقط، ويحلل صلابة الطحال، ويسحق يابسه، ويحتمل لنزف الرحم خصوصاً مع الكندر وهو مجرب. خرء الدجاج للقولنج، وخرء الذئب أيضاً للقولنج الذي ليس من ورم، يسقى في ماء أو مطبوخاً أو في سلافة أفاويه، وخصوصاً الذي يؤخذ من الشوك، أو من نبات مقلّ من الأرض أبيض فيه عظام حتى إنه إذا علق في جلد الذئب، أو في فتيلة من صوف شاة، أفلتت عن ذئب أو جلد الأيل، أو كما عمل جالينوسى، إذ جعله في وعاء فضة، ويجب أن يعلق عند الخاصرة، فينفع القولنج. وإذا شرب واستعمل في وقت سكونه منعه على ما شهد به جالينوس أصلاً أو درجة بالتجفيف منُعاً. زبل الرخمة يسقط بالتبخير. زبل الفار مع الكندر بشراب يفتّت الحصاة، ويحتمل أيضاً، فيطلق بطون الصبيان. زبل الحمام ينفع من وجع القولنج إذا استعمل في الحقن. وزْبل الكلب المطعم عظاماً من الإسهال وقروح الأمعاء حقنة أو شرباٌ في اللبن المطبوخ بحديد، أو حصاة احتمال. زبل الفيل على ما قيل يمنع الحبل.
السموم: بعر الماعز، وخصوصاً الجبلي مطبوخاً بالخلّ والشراب على نهش الهوام، بل قد ينفع بشهادة جالينوس من لسع الأفاعي. وروث الحمار الراعي اليابس بالشراب للسع العقرب. جيد جداً. خرء الدجاج ترياق الفطر الخانق مجرّب ويتفتت خلطاً لزجاً غليظاً. وفي بعر الماعز قوّة جاذبة يجذب سم الزنابير. أخثاء الثور خاصةً يطرد البق إذا بخر به.
● [ زيتون ] ●
الماهية: شجرة عظيمة توجد في بعض البلاد، وقد يعتصر من الزيتون الفج الزيت، وقد يعتصر من الزيتون المدرِك، وزيت الأنفاق هو المعتصر من الفج، وقد يعتصر من زيتون أحمر متوسّط بين الفج والمدرِك، وفعله متوسط بين الأمرين. والزيت قد يكون من الزيتون البستاني، وقد يكون من الزيتون البري. والعتيق من الزيت في الضمادت في قوّة دهن الخروع، ودهن الفجل والشونيز، لكنها أسخن وقريب الفعل منه، وإذا أريد إحراق أغصان الزيتون وورقه، فيجب أن يلطخ بعسل.
الاختيار: أجود الزيت للأصحاء زيت الأنفاق، وأجود صمغ البري منه ما يلذع اللسان، فإن لم يلذع فلا فائدة فيه.
الطبع: زيت الأنفاق بارد يابس في الأولى، يقول روفس: فيه رطوبة، وزيت الزيتون المدرك حار باعتدال وإلى رطوبة، فإن غسل، فهو معتدل في الرطوبة واليبوسة وأقل حرا. وبالجملة فإن الزيتون النضيج حار وزيته إلى رطوبة، والفج معتدل بارد وخشبه وورقه بارد، وإذا عتق زيت الأنفاق جداً صار في طبع زيت الزيتون الحلو.
الأفعال والخواص: جميع أنواع الزيت مقو للبدن منشط للحركة مصف، زيت الزيتون البري يطبخ في إناء نحاس حتى ينعقد ويصير قريب القوة من الحضض. وماء الزيتون المملح أقوى من ماء الملح في التنقية. والزيت العتيق لا يبلغ حدته اللذع، والزيتون مما يغذو قليلاً.
الزينة: ورق الزيتون البري جيد للداحس، ويمنع العرق مسيحاً. زيت الزيتونْ البري هو كدهن الورد في كثير من المعاني، ويحفظ الشعر،، ويمنع سرعة الشيب إذا استعمل كل يوم.
الأورام والبثور: البري للحمرة والنملة والشرى والأورام الحارة يحللها، والرطوبة السائلة عن حطبه عند الاشتعال للجرب، والقوباء وعكر الزيت دواء للأورام الحارة في الغدد خصوصاً مع ورقه.
الجراح والقروح: زيت الزيتون البري المعتصر من الفج ينفع القروح الرطبة واليابسة والجرب. وورق الزيتون البرّي للحمرة والساعية والخبيثة والوسخة والنملة والشرى. وإذا خلط عكر الزيت بالخامالاون أبرأ الجرب، حتى جرب الدواب، خصوصاً في نقيع الترمس. وزيتون الماء المربّى بالماء والملح إذا ضمد به حرق النار لم يتنقط، وينقي القروح الوسخة. وصمغ الزيتون البري ينفع من الجرب المتقرح والقوابي، ويقع في مراهم الجراحات.
آلات المفاصل: ماء الزيتون المملح يحقن به لعرق النسا، والزيت المغسول يوافق أوجاع العصب وعرق النسا، وزيت العتيق ينفع للمنقرسين إذا اطلوا به.
أعضاء الرأس: ورق الزيتون يطبخ بماء الحصرم حتى يصير كالعسل ويطلى على الأسنان المتأكلة فيقلعها. زيت الزيتون البري هو كدهن الورد في منفعة الصداع، تجفف عصارة البري وتقرّص وتحفظ لعلاج سيلان الأذن. وزيت الزيتون البري ينفع اللثة الدامية تمضمضاً به، ويشدّ الأسنان المتحرّكة. وصمغ البرّي لوجع الأسنان المتأكلة إذا حشيت به. وزيت العقارب من أشرف الأدوية لوجع الأذن قطوراً. وورق الزيتون جيد للقلاع.
أعضاء العين: يكتحل بالعتيق لظلمة العين، وعكره يقع في أدويه العين، وورقه المحرق بدل التوتيا للعين، وصمغه للغشاوة والبياض وغلظ القرنية، وعصارة ورقه للجحوظ ولقروح القرنية والنوازل، والبستاني أوفق للعين من البرّي، وصمغه أيضاً يجلو العين ووسخ قروحها، ويجلو الماء والبياض.
أعضاء الصدر: الزيتون الأسود مع نواه من جملة البخورات للربو وأمراض الرئة.
أعضاء الغذاء: عكر الزيت على بطن المستسقي، والزيتون بحاله عسر الهضم، والمملوح من غليظه يثير الشهوة ويقوي المعدة ويولد كيموساً قابضاً، والمحلل أقبل الجميع للهضم وأسرعه وزيت الأنفاق جيد للمعدة.
أعضاء النفض: يؤكل مع المريّ قبل الطعام فيليّن ويؤخذ تسعة أواقي بماء حار، أو بماء الشعير، فيسهّل ويطبخ بالسذاب للمغص والديدان، وينفع من القولنج الورمي، ويحقن به القولنج الثفلي، ويحتمل عصارته لسيلان الرحم ونزفها، ويضمد به مع دقيق الشعير للإسهال المزمن. والمنوم من عتيق الزيت مع ماء الحصرم ينفع إذا احتقن به لقروح المقعدة الباطنة، وكذلك الرحم وصمغه يدرهما ويخرج الجنين.
السموم: الزيت يتهوع به مع الماء الحار، فيكسر قوة السم، وصمغ الزيتون البرّي يعد في الأدوية القتالة فيما يقال.
● [ زردوار ] ●
الماهية: هو الجدوار على ما أظن.
● [ زراوند ] ●
الماهية: قال ديسقوريدوس: اشتق هذا الاسم من أرسطن، ومعناه الفاضل ومن لوخوس، وهي المرأة النفساء يراد بذلك الفاضل في منفعة النفساء، ومنه الذي يسمى المدحرج، وهو الأنثى، وهذا له ورق كورق قسوس ، طيب الرائحة مع شيء من حدة إلى الاستدارة ما هو ناعم، وهو ذو شعب كثيرة، مخرجها من أصل واحد، وأغصان طوال وزهر أبيض كأنه براطل. وأما ما كان في داخل الزهر أحمر، فإنه منتن الرائحة، ومنه الزراوند الطويل، فإنه يسمى الأذكر ويسمى فطولندس، وله ورق أطول من ورق المدحرج، وأغصان دقاق وطولها نحو من شبر. ولون زهره فرفيري منتن الرائحة إذا كان شبيهاً بزهر الكمثري، وأصل الزراوند المدحرج شبيه بالشلجمة لنوايره.
وأصل الزراوند الطويل. طوله ضبر أو أكثر في غلظ إصبغ. وكلاهما خطيان، وطعمهما مرزهم.
ومنه الزراوند الطيب له أغصان دقاق عليها ورق كثير إلى الاستدارة ما هو شبيه بورق الصفّ الصغير المسمى حي العالم، وزهر شبيه بزهر السذاب، وأصوله مفرطة الطول دقاق، عليها قشر غليط عطر الرائحة، يستعملها العطارون في تربية الأدهان. وزعم آخرون أن الزراوند الطويل شبيه بنعنع الكرم المدحرج. يقال له الأنثى، وهو أيضاً من الطويل. والمدحرج، وهو الأنثى يشبه ورقه ورق نبات يقال له قسوس، وهو ضرب من اللبلاب طيّب الرائحة مع حدّة، إلى الاستدارة.
الطبع: جميع أصنافه حار في الثالثة يابس في الثانية.
الأفعال والخواص: جلآء ملطف مفتح مرقّق جذاب يجذب الشوك والسلى، والطويل أولى بالإنبات وبالقروح لأنه أجلى وأسخن، وفي سائر الأفعال المدحرج، فإنه أشد تفتيحاً وتلطيفاً وقوةً الطويل مثل قوة المدحرج في الإسخان، بل عسى أن يفضله إلا في اللطافة، فإن المدحرج ألطف، ولذلك يسكن أوجاع الرياح أشد، والثالث أضعفها.
الزينة: ينفع من البهق ويجلو الأسنان، وينفع عن أوساخها، وخصوصاً المدحرج ويصفي اللون.
الجراح والقروح: منق للقروح الوسخة والخبيثة والتقشر، وينبت اللحم، خصوصاً الطويل، ويمنع خبث القروح العفنة العميقة، وإذا كان مع إيرسا ملأها لحماً.
آلات المفاصل: ينفع من فسخ العضل وهو طلاء على النقرس، وخصوصاً المدحرج، وينفع لوهن العضل، ويشربه أصحاب النقرس فينتفعون به.
أعضاء الرأس: ينقي أوساخ الأذن، ويقوي السمع إذا جعل فيه مع العسل، ويمنع المدة أن تتولّد فيها، وإذا استعمل مع الفلفل نقى فضول الدماغ، وهو ينفع من الصرع ويشدّ اللثة.
أعضاء الصدر: جيد للربو وخصوصاً المدحرج وينقي. الصدر وينفع من وجع الجنب مشروباً بالماء، وفي جميع ذلك المدحرج أقوى.
أعضاء الغذاء: جيد للفواق وكذلك للطحال بالسكنجبين، وقد يطلى على الطحال بالخل فينفع جداً أيضاً، والمدحرج في جميع ذلك أقوى.
أعضاء النفض: إذا أخذ منه درخمي وسحق وشرب، أسهل أخلاطاً بلغمية ومراراً، ونفع المقعدة. وإذا شرب الطويل أو المدحرج مع مر وفلفل، نقى فضول الرحم من النفساء وأدر الطمث وآخرج الجنين.
الحميات: نافع من الحميات النافضة.
السموم: ينفع من لسع العقرب، وخصوصاً الطويل، قالوا والطويل إذا شرب منه وزن درهمين بشراب أو تضمد به، كان نافعاً من لسع الهوام والسموم.
الأبدال: بدل المدحرج وزنه زرنباد وثلث وزنه بسباسة، ونصف وزنه قسط، وبدل الطويل وزنه زرنباد ونصف وزنه فلفل.
● [ زمارة الراعي ] ●
الطبع: حار يابس لعله في أول الثانية.
الخواص: قيل إنه يحل التهيج.
أعضاء النفض: وقد جرب جالينوس، أن سلاقته تفتت الحصاة في الكلية، وقال قوم ينفع من قروح الأمعاء والمغص وألام الرحم، ويدرهما وينفع من الفتوق.
السموم: شرب مثقال أو مثقالين منه نافع من شرب الأرنب البحري والأفيون وغير ذلك.
● [ زبيب ] ●
يذكر في فصل العين عند ذكرنا العنب.
● [ الزهرة ] ●
الماهية: نبات، فيه نوع عدسي الورق، منتصب الأغصان، دقيق الأصل، يسير الورق، ينبت في الأرض المالحة المشوسة، وفي طعمه ملوحة. والآخر مثل الكمافيطوس وأحسن لوناً وأرجوانية.
ا لقروح: مدمل.
أعضاء الرأس: يلطف الفضول حتى إن الثاني ينفع من الصرع شرباً بالسكنجبين.
● [ زوان ] ●
الماهية: أقول: إن الزوان اسم يوقعه الناس على شيئين، أحدهما حبّ شبيه بالحنطة يتخذ منه الناس الخبز. ويقولون إن الزوان الكثيب، وقوم آخرون يسمون به شيئاً مسكراً رديئاً في الحبوب، والكلام في ذلك غير ما نحن فيه.
الاختيار: أجوده الخفيف الورق غير نخر ولا متفتت، بل لزج عند المضغ إلى الحمرة، وفيه عفوصة يسيرة، وقال فولس: قوّته قريبة من قوة الحنطة في الحر والبرد، وهو يجفف ويغري.
● [ تم حرف الزاي، وذلك سبعة وعشرون دواء. ] ●
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الثانى : الأدوية المفردة
منتدى حُكماء رُحماء الطبى . البوابة