من طرف اسرة التحرير الجمعة مايو 26, 2017 9:32 am
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة الثقافة الأدبية
أخبار الحمقى والمغفلين
● [ الباب الخامس عشر ] ●
في ذكر المغفلين من المؤذنين
عن ابي بكر النقاش قال حدثنا ان إعرابيا سمع مؤذذنا كان يقول أشهد ان محمدا رسول الله بالنصب فقال ويحك فعل ماذا وعن محمد بن خلف قال قيل لمؤذن ما يسمع اذانك فلو رفعت صوتك فقال إني لاسمع صوتي من ميل وقال بعضهم رأيت مؤذنا يؤذن ثم عدا فقلت الى أين فقال احب اعرف الى اين يبلغ صوتي واذن مؤذن فقيل له ما أحسن صوتك فقال إن امي كانت تطعمني البلادة وأنا صغير يريد البلادر وعن شريح بن يزيد قال كان سعيد بن سنان المهدي مؤذنا بجامع حمص وكان شيخا صالحا يسحر الناس في رمضان فيقول في تسحيره استحثو قديراتكم عجلوا في اكلكم قبل ان أ أذن فيسخم الله وجوهكم وتحردوا.
● [ الباب السادس عشر ] ●
في ذكر المغفلين من الأئمة
عن ابي العيناء قال كان المدني في الصف من وراء الامام فذكر الامام شيئا فقطع الصلاة وقدم المدني ليؤمهم فوقف طويلا فلما أعيا الناس سبحوا له وهو لا يتحرك فنحوه وقدموا غيره فعاتبوه فقال ظننته يقول لي احفظ مكاني حتى أجىء وعن محمد بن خلف قال مر رجل بامام يصلي بقوم فقرأ آلم غلبت الترك فلما فرغ قلت يا هذا إنما هو غلبت الروم فقال كلهم اعداء لا نبالي من ذكر منهم وعن مندل بن علي قال خرج الاعمش ذات يوم من منزله بسحر فمر بمسجد بني اسد وقد اقام المؤذن الصلاة فدخل يصلي فافتتح الامام الركعة الاولى بالبقرة ثم في الركعة الثانية آل عمران فلما انصرف قال له الأعمش أما تتقي الله أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من أم الناس فليخفف فان خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة فقال الامام قال الله عزوجل وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين فقال الأعمش أنا رسول الخاشعين اليك بأنك ثقيل وعن المدائني قال قرأ إمام ولا الظالين بالظاء المعجمة فرفسه رجل من خلفه فقال الامام آه ضهري فقال له رجل يا كذا وكذا خذ الضاد من ضهرك واجعلها في الظالين وانت في عافية وكان الراد عليه طويل اللحية قال الجاحظ اخبرني ابو العنبس قال كان رجل طويل اللحية احمق جارنا وكان اقام بمسجد المحلة يعمره ويؤذن فيه ويصلي وكان يعتمد السور الطوال ويصلي بها فصلى ليلة بهم العشاء فطول فضجوا منه وقالوا اعتزل مسجدنا حتى نقيم غيرك فانك تطول في صلاتك وخلفك الضعيف وذو الحاجة فقال لا اطول بعد ذلك فتركوه فلما كان من الغد اقام وتقدم فكبر وقرأ الحمد ثم فكر طويلا وصاح فيهم إيش تقولون في عبس فلم يكلمه أحد إلا شيخ أطول لحية منه وأقل عقلا فانه قال كيسة مر فيها وقرأ إمام في صلاته وواعدنا موسى ثلاثين وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه خمسين ليلة فجذبه رجل وقال ما تحسن تقرأ ما تحسن تحسب وتقدم إمام فصلى فلما قرأ الحمد افتتح بسورة يوسف فانصرف القوم وتركوه فلما أحس بانصرافهم قال سبحان الله قل هو الله أحد فرجعوا فصلوا معه وقرأ إمام في صلاته إذا الشمس كورت فلما بلغ قوله فأين تذهبون ارتج عليه وجعل يردد حتى كادت تطلع الشمس وكان خلفه رجل معه جراب فضرب به راس الامام وقال أما أنا فأذهب وهؤلاء لا أدري الى أين يذهبون.
أخبار الحمقى والمغفلين
لابن الجوزي
منتدى بنات بنوتات ـ البوابة