منتدى ميراث الرسول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    رسالة في آداب الأكل [ 3 ]

    avatar
    اسرة التحرير
    Admin


    عدد المساهمات : 3695
    تاريخ التسجيل : 23/01/2014

    رسالة في آداب الأكل [ 3 ] Empty رسالة في آداب الأكل [ 3 ]

    مُساهمة من طرف اسرة التحرير الخميس يونيو 15, 2017 3:31 pm

    رسالة في آداب الأكل [ 3 ] Eslam_11

    بّسم الله الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الإسلامية
    تابع رسالة في آداب الأكل
    رسالة في آداب الأكل [ 3 ] 1410
    وَلا تُكَلِف لِضيَيفٍ ما سَتَطعَمُهُ . ضِع ما تَيَسَرَ لَيسَ البِرُ في الثِقَلِ

    لا ينبغي لأحد أن يتكلف للضيف بتحصيل ما ليس عنده بل يقدم إليه ما كان في وسعه ولا يتكلف له القرض والشراء بالدين ونحوه لقوله صلى الله عليه وسلم: (أنا والأتقياء من أمتي براء من التكلف).
    وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تتكلفوا للضيف فتبغضوه فإن من يبغض الضيف فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه) وقال سلمان الفارسي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا وأن نقدم له ما حضر).
    وفي حديث يونس النبي عليه السلام إن زاره اخوانه فقدم إليهم كسرا وجز لهم بقلا كان يزرعه ثم قال لهم: كلوا لولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم.
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره من الصحابة أنهم كانوا يقدمون ما حضر من الكسر اليابسة وحشف التمر ويقولون لا ندري أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما يقدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده وهذا معنى قوله في البيت ليس البر في الثقل أي ليس العمل الصالح في التكليف الذي يشق على النفس ويثقل.

    وَإِن دَعوتَ فَلا تَخلِف عَلى أحدٍ . وَلا لِيَأكُل فَاسمُ الله ذو جَلَلِ
    في قَولِ كُلِ وائتني تُجبِر مِن يَدعُنا . دِع القَسامَةَ وَالضيفانَ فاستَمِل

    قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الطعام أصون من أن يحلف عليه فينبغي لداعي الضيف أن لا يقسم عليه بالله بل يتلطف بقوله ائتني تجبر ونحو ذلك وإذا رآه مقصرا في الأكل كرر عليه العزيمة ولا يزد على قوله كل ثلاث مرات.
    والذي روى عن الحسن قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يخالفه فإنه قال لكل قادم دهشة فابدأوه بالسلام ولكل أكل حشمة فابدأوه باليمين بذكره ابن السيد في (شرح أدب الكاتب) قوله دع القسامة أي أترك الحلف فاسم الله تعالى عظيم ينبغي احترامه ولأنه قد يحلف على من لا يريد الحضور مكلفة ذلك وفيه مشقة قوله وباسم الله فاستمل أي إذا دعوت أحدا فقل باسم الله عندنا ونحو ذلك.

    وَاخصُص بِدَعوَتِكَ الأبرارَ وَادعهُمو . وَدَع ذَوي الفسق تحوي الرشد في العمل

    ينبغي لمريد الضيافة أن يخص بدعوته الأبرار والأتقياء دون الأشرار والأشقياء لأن الأبرار يستعينون به على المعصية فيكون معينا لهم وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يأكل طعامك إلا الأبرار) وعن بعض الأنبياء أنه استضافه نصراني فلم يطعمه لكفره فلما ولى النصراني بكا فأوحى الله إلى ذلك النبي أن له كذا وكذا سنة يكفر بي وأنا أطعمه وأرزقه فهلا أطعمته ساعة واحد فدعى النبي النصراني وأطعمه فسأله النصراني عن منعه أولا ودعائه ثانيا فذكر له الواقعة فأسلم النصراني.

    وَكُل مَعَ الضَيفِ أَن تَلقاهُ مُحتَشِماً . وَإِن تَكُن صائماً أَفطَرَ مِنَ النَفلِ

    إن كان الضيف يستحي بمن الأكل وحده يستحب ينبغي للمضيف أن يأكل معه فإن كان صائما نفلا أفطر وأكل معه فإن لم يفطر وشق عليه الفطر فليدع من يأكل معه.

    وَاحطُط بِمائِدَةِ مِلحِ الجَريشِ وَضِع . كُلَ البُقولِ سِوى الكُراثِ وَالبَصَلِ
    وَالحَلُ قالوا لَهُ أَيضاً مُناسَبَةً . وَكَوزُ ماءٍ لِيَشفى غُصَةَ الأَكلِ

    من الآداب المتعلقة بالمائدة أن يوضع عليها مع الخبز ملح وبقل يقال أن الملائكة تحضر المائدة إذا كان عليها بقل ولا تضع عليها ثوما ولا كراثا ولا بصلا ولا ما له رائحة كريهة فإن الملائكة تتأذى برائحته وفي الخبر أن المائدة التي نزلت على بني إسرائيل كان عليها من كل البقول إلا الكراث وكان عليها سمكة عند رأسها خل وعند ذنبها ملح وسبعة أرغفة على رغيف زيتون وحب رمان قال الغزالي في (الاحياء) فهذا إذا اجتمع فهو حسن للموافقة.

    وَابدأ بِأَفضَلِهِم في الشُربِ ثُمَّ بِمَن . عَنِ اليَمينِ وَدُر بِالطَشتِ لِلغَسلِ

    إذا أراد سقي القوم استحب له أن يبدأ بأكرمهم وأفضلهم ثم بمن عن يمينه وهكذا أبداً إلى أن ينتهي إلى الأول الذي بدأ به للحديث الوارد في ذلك وكذا يفعل في تقديم الطشت إليهم لغسل أيديهم.

    وَقَدِم الأَكلَ في وَقتِ الصَلاةِ عَلى . فِعلِ الفَرائِضِ في الإبكارِ وَالأَصلِ
    إِلاّ إِذا لَم تَثِقِ أَو خَفَت ضَيعَتَها . فَأَرعا الصَلاةَ وَأديَ راتِباً وَكُل
    وَكُل مَعَ الزَوجِ وَالمَملَوكِ وَادعُهُما . وَكُل مَعَ الطِفلِ وَالزَم سُنَةَ الرُسُلِ

    يستحب تقديم الأكل على فعل الفريضة في الغدو والاصال إذا كانت نفسه تشوق إلى الطعام هذا إذا لم يخش فوات الفريضة فإن خشي فواتها بأن ضاق وقتها وجب تقديمها ويستحب تقديم الصلاة على الأكل في الاولى ويجب في الثانية وكذلك يستحب تقديم سنتها على الأكل إذا خشي فوات الوقت ويستحب الأكل مع الزوجة والمملوك والأطفال.

    في سُنَة المُصطُفى لِقَطِ اللِبابِ أتى . دِع التَكبُر وَالقِط لَقطَ مُبتَهِلِ
    إن الغَبيَ الَّذي في عَقلِهِ دَخلٍ . يَرى الفَنا بِلَقَط اللَقَط وَالخَولِ
    وَقَد رَووا أن مَهرَ الحِسانِ غَذا . فَكيفَ تَترُكهُ يا واضِحَ الخَبَلِ

    لقط اللباب الساقط حول الآن مستحب لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا وقعت اللقمة من أحدكم فليأخذها فليمط عنها الآذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان).
    وهذا إذا كان المحل طاهرا فان سقطت على مكان متنجس حرم أكلها قبل الغسل والغبي الجاهل والخول الخدم والفنا الاستفنا واصل الخبل القطع ومن قول الشاعر ابنى سلما لستما بيده إلا يدا مخبولة العضد. أي مقطوعة العضد ولما كان المجنون مقطوع العقل سمي مخبولا قال بعضهم ترك لقط اللباب يورث الفقر.

    في ضِمنِ لَحَسِ الإِنا عَفوٍ ومَغفِرَةٍ . فَكيفَ يَترُكُها فَاسِن مِنَ السُبُلِ

    وفي الحديث (القصعة تستغفر للاعقها) والسر فيه أن لحس الأناء تواضع وفي تركه تكبر ثم الاستغفار من الانا يحتمل أن يكون حقيقة، كما أنه يسبح الله تعالى ويحتمل أن يكون المراد أن يكتب للاحسه أجر مستغفر مدة لحسه للأناء وذكر بعضهم أن الاناء لا يزال يستغفر لماسحه حتى ينزله طعام آخر.

    وَلا تَكُن آكلاً قوتاً عَلى شَبَعٍ . فَأصلُ كُلِ داءٍ مِن ذاكَ مُتَصِلُ
    وَلا تُكن آكلاً وَالعَينُ ناظِرَةً . إنَّ البَلاءَ مِنَ العَينَينِ مُنفَصِلُ
    وَالأكلُ في السوقِ مَنقولٌ كَراهَتُهُ . قالوا وَفاعِلُهُ يَنحَطُ في السُفَلِ
    وَوَجهُ تَحريمِهِ قَد قيلَ ثالِثُها . بَعدَ التَحَمُلِ فاحفَظ ثِقَلَ ذي فَضلِ
    لا بَأسَ بِالشُربِ فيما سامَحوكَ بِهِ . وَفي خُروجِ قِطَعِ العَكوفِ جَلى

    أكل القوت على الشبع هو البردة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أصل كل داء البردة) سميت بردة لأنها تبرد المعدة عن الهضم فيتولد من الطعام بلاغم وفضلات مضرة لعدم نضجها بسبب برودة المعدة قال صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاءا شرا من بطنه) وقال بعضهم البطنة تذهب الفطنة ويكره الأكل بحضرة من ينظر إلى الطعام إذا كان يشتهيه ولو كان قطا أو كلبا لأنه يقال أنه ينفصل من عينه سموم تركب الطعام لآدواء لها إلا بان يلقى إليه بشيء من ذلك الطعام أعني للناظر غليه ويكره الأكل في السوق لقوله صلى الله عليه وسلم: (الأكل في السوق دناة) وقيل هو حرام وقيل إن كان قد تحمل شهادة حرم عليه وإلا فلا والفرق أنه إذا تحمل ثم أكل في السوق انحط مع السفل وسقطت شهادته وضاع حق من استشهده ولا بأس بالشرب في السوق لنقص زمنه ولا يجوز للمعتكف الخروج للشرب ويجوز الخروج للأكل.

    وفي الصَحيحِ نَهى عَن شُربِ قائِمِنا . وَبِاستِقأة ناسي النَهي في نَهَلِ
    فَبَعضُهُم قالَ عَم النَهيُ فاعِلُهُ . وَبَعضُهُم خَصَّهُ بِالسَيرِ لِلعَجَلِ
    قالوا وَفي خَبرٍ قَد صَحَ عَن أَنسٍ . لِحاقُ أَكلٍ بِشربٍ فالقِيامُ زَلىء
    قالَ الَنواوي وَالمُختارُ عِندَهُمُوا . طَلقُ الإباحَةِ عَن أخبارِنا الأُولى
    أَظنُهُم فَهِموا الإرشادَ ما فَهِموا . كَراهَةَ الدَني خُذوا الفَهمَ مِن قَبلي

    جاء في الصحيح النهي عن الشرب قائما وأمر من نسي فشرب قائما بالاستقأة واختلفوا في النهي فقيل هو عام في كل أحد وقال ابن قتيبة والمتولي هو مخصوص بحالة السير لأجل العجالة وعدم التأني فيه أما إذا شرب وهو واقف فلا كراهة وأمره صلى الله عليه وسلم الشارب قائما باستقأة ما شرب يدل على أن فيه ضرر من جهة الطب، فالكراهة ارداشية والنهي ارشادي أي راجع لمصلحة دنيوية لا إلى مصلحة دينية أي ترجع إلى مصلحة الدنيا لحفظ البدن لا كراهة شرعية ترد لمصلحة الدين فأما الأكل قائما وماشيا فقال أنس رضي الله عنه هو أبشع من الشرب قائما وكرهه قال النووي وكذا الغزالي رحمهما الله والمختار الابحاة لقول ابن عمر رضي الله عنهما كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام، قال الغزالي رحمه الله الجمع بينهما أن الاكل في السوق تواضع وترك تكلف من بعض الناس فهو حسن من بعض الناس وخرق مرؤة من بعضهم فهو مكروه وبهذا ظهر أنهم فهموا أن الكراهة ارشادية لا دينية في الأكل والشرب معا.

    مُشمِسِ الماء فيهِ النَهيُ مُحتَمَلُ . وَنَصُّهُ يَعضُدُ الإرشادَ فامتَثِلِ
    وَإِن يَطبُخوا زالَت كَراهَتُهُ . أعني بِهِ جامداً عَنهُ فَلا تَحِلِ

    يكره شر الماء المشمس لما اختلفوا في الكراهة هل هي ارشادية أو دينية والصحيح إنها دينية ونص الشافعي رضي الله عنه يدل على أنها ارشادية فإنه قال لا أكره المشمس وقد كرهه كاره من جهة الطب فهذه عبارة الشافعي وروى المزني أنه قال لا أكره المشمس إلا أنه يكره من جهة الطب واعترض عليه الصيدلاني بأن هذه ليست عبارة الشافعي ولو طبخ بالمشمس طعام زالت الكراهة أن كان الطعام جامدا قاله الماوردي.

    فَمُ المَزادَةِ مَكروهٌ فَدِعهُ فَقَد . يَأتيكَ مِن داخِل نَوعٌ مِنَ الدَخلِ

    المزادة القربة (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم السقا) لأنه قد يخرج من فم المزادة ما ينغص الشرب أو يؤذي الشارب من قش ونحوه ولأنه يغير رائحة فمها ولأنه يملأ البطن ريحا كما قال ابن الجوزي في طبه قال اعني ابن الجوزي ينبغي أن لا يشرب الانسان الماء حتى ينحدر الطعام من البطن الاعلى ثم انظر ما يرويك فاشرب الطفله فذلك اصلح لبدنك وأقوى لمعدتك واهضم لطعامك فإن الاكثار من الماء ابارد يبرد ويرطب ويضعف الحرارة الغريزية والعطش يجفف الجسم ويظلم البصر.

    وَماءُ قَومٍ عَصَوا بِالعَقرِ رَبَهُمُوا . وَكَذَبوا صالِحاً بِن عَنهُ وَاعتَزِلِ
    اكفَى قُدورَكَ وَاطرَح ما بِهِ عَجَنوا . إلى النَواضِحِ وَاليحمورُ وَالجَمَل
    وَبِئرُ ناقَتَهُم فيها الشِفا فَكُن . في عُلوِها ماتِحاً أو مايح السُفُلِ

    ماء آبار ثمود يكره شربه والطبخ به وكذا العجن وينبغي اراقة ما طبخ به وطرح ما عجن به إلى النواضح وهي البقر واليحمور لغة في الحمار ولاسبب فيه أنه ماء مغضوب عليه ويستثنى من ذلك بئر الناقة فلا يكره شرب مائها والماتح بالتاء المثناة فوق من ينزح الماء من أعلا البئر والمايح بالمثناة من تحت من ينزح الماء من أسفل البئر.

    وَقَومُ لُوطٍ لَهُم في حُكمِ مائِهِمى . فَخَل آثارَهُم وَاقصِد إلى حَولِ
    غَطا جَهَنَمَ بَحرُ المِلحِ قالَ فَلا . يَجوزُ طَهي بِهِ باديَ السَنا عَلى
    أعني بِهِ وَلَهُ الفاروقُ عَنهُ رَووا . كذا اِبنُ عَمرو وَعَنهُ الجَمرُ في عَذلِ

    ديار قوم لوط مغضوب عليها ويكره استعمال مائها وأما ماء بحر الملح فقال عبدالله بن عمر وعبد الله بن عمرو لا يجوز الطهارة بمائة لأنه غطاء لجهنم فهو مغصوب والدليل على أن جهنم تحت الملح وأنه غطاء لها قوله تعالى: (اِِغرِقوا فادخُلوا ناراً) واتفق الجمهور على جواز الطهارة به للحديث الصحيح.

    وَقيلَ شُربٌ فَكُل ما شِئتَ مُنبَسِطاً . وَبَعدَ شُربٍ فَدَع لِلهَضمِ وَامتَثِل
    وَفي الآَنا لا تَتَنَفَس وَاحتَرِم أبداً . نَفخُ الطَعامِ وَكُن في الحازِدا مَهلٌ
    وَانظُر فَمُ الكُوزِ قَبلَ الشُربِ وَانتَحِ في . وَفَت التَنَفُسِ وَاترُك ذي دَغَلِ

    قال الغزالي في (الاحياء) إدخال الطعام على الطعام أنه يكره من جهة الطب إذا شرب على ما أكله أولا فأما قبل الشرب فله أن يأكل ما شاء ولا يضره ذلك فإن شرب فليصبر إلى هضم الطعام الأول ويكسره التنفس في الآنا ونفخ الطعام ليبرد فإذا كان الطعام حارا صبر حتى يبرد وإذا أتي بكوز فلينظر إلى حلقه قبل الشرب فقد يكون فيه شيء يؤذيه ويستحب تنحية رأسه عن الكوز عند إرادة التنفس ولا يتنفس داخل الكوز ولا ينفخ في الماء وإذا شرب فليقلل من الشرب وليشرب قليلا قليلاً قال بعضهم اتفق سبعون حكيما على أن كثرة النوم من شرب الماء.

    وَلا تُكن نافِخاً لِتَسلَخَها . فَعَن عَليَّ رَووا النَهي فامتَثِلِ
    وَأن تَكُن جازِراً فامنَعهُ عادَتُهُ . كَما نَهاه الرِضى فازجُر وَلا تَهِلِ

    نقل الحليمي هذا في المنهاج عن علي رضي الله عنه أنه رأى اللحم كالطعام فكره نفخه ونهى القصابين عن نفخ الشاة قبل السلخ والجازر هو القصاب بالصاد المهملة وبالباء الموحدة في آخره.

    وَثُلُثُ الشُربِ أَنفاساً وَسَمِ عَلى . كُلِ الثَلاثِ لِتحوي زاكيَ العَمَلِ
    لا تَكثُرِ الشُربَ في وَسَطِ الطَعامِ سِوى . إِن كُنتَ في غَصَةٍ فاشرِ بِهِ لِلبُلَلِ
    أو كُنتَ ظَمآنَ صالِ فالتَمسهُ فَقَد . نَصُ الأطبا عَلى نَفي بِلا عُلَلِ
    وَشُربُكَ الماءُ مُصاً فِعلُهُ حَسنٌ . داءُ الكِبادِ رَووا مِن عَلى مُنتَهِل
    في عَبِكَ اللَبَنُ الصافي في حُصولِ غداً . بِغَضٍ عَنِ الماءِ وَالاقواتِ فاكتَفِلِ

    يستحب شرب الماء على ثلاثة انفاس يسمي الله في كل نفس ويحمده في آخره قال الغزالي رحمه الله تقول في آخر الأول الحمد لله وفي آخر الثاني الحمد لله رب العالمين وآخر الثالث الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وإذا كان في أثناء الأكل فينبغي له ترك الشرب إلا أن يغص بلقمة فيشربه للحاجة قال الغزالي في الأحياء إذا صدف عطشه فإنه يستحب له الشرب من جهة الطب قال يقال إنه دباغ إذا صدف عطشه فإنه يستحب له الشرب من جهة الطب قال يقال أنه دباغ المعدة وإذا شرب الماء مصه لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَصّوا الماء مصاً وَلا تَعُبوه عباً فإن الكباد من العب)ن والكُباد بضم الكاف وفتح الباء الموحدة قيل وجع الكبد والمنتهل الشارب وهو الشرب الأول ويستحب عب اللبن لأنه طعام وفي الحديث (إن كان شيء يغني عن الطعام والشراب فهو اللبن) والعرب تجتزي عن الطعام والشراب باللبن.

    وَالتَمرُ وَالماءُ قالوا الاسودان هُما . فاقصِد إلى حِفظِ ما قَد جاءَ في المَثلِ
    وَالابيَضانِ فَقالوا التَمرُ مَعَ لَبَن . فَقَلَبوا واحِداً كَالعَصرِ في الأَصلِ

    العرب تقول التمر والماء الاسودان واللبن والتمر الابيضان غلبوا التمر على الماء واللبن على التمر كما غلبوا العصر على الظهر فقالوا العصران للظهر والعصر وكما قالوا لأبي بكر وعمر العمران والليل والنهار العصران قال الشاعر:
    وَامطَلهُ العَصرَين حَتى عَينُ . وَيَرضَى بِنِصفِ الدينِ وَالأَنفُ راغِمُ
    قال الخطابي في قوله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه صل العصرين إنهما العصر والصبح قال غلب العصر على الصبح قال وعندي انهما سيما بذلك لأنهما يفعلان في طرفي العصرين وهما الليل والنهار فلا تغلب، قال الحموي في (شرح التنبيه) سميت العصر عصرا لأنها تعاصر وقت المغرب وفي هذا نظر لأن وقت العشاء أيضا يمتد إلى وقت الصبح ويظهر أن العصر أنما سميت عصرا لأنها تفعل في آخر النهار وآخر النهار عصارته إذ عصارة الشيء بقية وتسمية الصبح والعصر بالعصرين لأنهما صلاتي العصرين لأن كل واحدة من عصر وليستا من عصر واحد لأن اليوم في اللغة أنما يكون من طلوع الشمس.

    أكَلَ التَناهُلُ فيه البَرّ في حَضَرٍ . وَرِفقُ سَفَراتي في الحَملِ والأَكلِ
    أَكلَ الزَهيلُ مَعَ المَفهومِ مَغفِرَةً . خَلطُ الوَصي بِمالِ الطِفلِ لَم يَبَل

    التناهل أن يخلط القوم ازوادهم في السفر أو في الحضر ويأكلون وتسمى المخارجة في الحضر وهو أن يدفع كل إنسان شيئا ويشتروا به طعاما وهو محبوب لقوله تعالى: (فابَعَثوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هَذَهِ إِلى المَدينَةِ فَلَيَنظُر أَيُها أَزكَى طَعاماً فَليَأتِكُم بِرزقٍ مِنهُ) الكهف، وقال صلى الله عليه وسلم (اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه) وهي للمسافر أيضا مستحبة لأن ينالهم رفق في حمل الزاد وحفظه ولا نظر الحاكون بعضهم أكثر أكلا من بطن لأن هذا متسامح به عادة ويجوز للوصي خلط زاده بزاد الطفل اليتيم وغيره قاله في الروضة.

    وَإِن خُتِمَت بِملحٍ وَابتَدَأَت بِهِ . كَفيتُ كُلَ دا مِن فِعلٍ مُتَصَلِ
    من سورة الخَوفِ وَالإِخلاصِ فَضلُ غَناً . بَعدَ الطَعامِ وَأمنُ الخائِفِ الوَجَلِ

    قال علي رضي الله عنه من ابتدأ غداه بالملح أيضا قال الغزالي وفي قرأة سورة الخوف وسورة الاخلاص بعد الطعام أمانا من ضرره.

    مِن تُخمَةٍ شَهِدَ اللَهُ العَظيمُ شَفت . أن تَتلُها قال كَعبٌ حالَةَ الأكلِ

    في مختصر حلية الأولياء عن كعب الاحبار رضي الله عنه قال من قرأ شهد الله أنه لا إله إلا الله إلى آخر الآية عند الأكل أمن التخمة من ذلك الطعام.

    أبو نَعيمٍ رَوى التَخليلَ في خَبرِ . عَن سَيدِ الرُسُلِ فالزَم سُنَةَ الرُسُلِ
    عَلى مَلائِكَةٍ شَقَت رَوابِجَهُ . فانهَض وَتُف الَّذي قَد قَر في الخَلَلِ
    فَإِن قَلعتَ طَعاماً فاطرحهُ سِوى . قَلعُ اللِسانِ فَكُل لا كُرهَ في الأكلِ
    عَليه نَصُ الإِمامِ الشافِعي فَخُذ . وَغَسلُ فَمٍ رَوُوا عَن أَهلِ بَيتٍ عَلي
    وَلا تَخلُل بِعودٍ قَط مِن قَصبِ . تَرى تَأكُل فَمَ غَيرِ مُندَمِلِ
    وَقَد نَهى عُمرٌ عَن ذاك فاعِلُهُ . وَوَجهُ المَنعِ لِلأَفاقِ بِالرُسُلِ
    عَن عُودٍ خَوصٍ وَريحانِ كَذاكَ نُهوا . َوعودُ في طِبِ لَبيتِ علَى

    روى أبو نعيم في (تاريخ اصبهان) عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعوا إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة). وقال صلى الله عليه وسلم: (نقوا أفواهكم بالخلال فإنها مسكن الملكين الحافظين الكابتين) وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان وليس شيء أشد عليهما من بقايا الطعام في الفم وإذا قلع بالخلال طعامه استحب طرحه وكره ابتلاعه وإن قلعه بلسانه لم يكره ابتلاعه نص عليه الشافعي رضي الله عنه وذكر الغزالي رحمه الله أن غسل الفم بعد الطعام مستحب رواه في الاحياء عن أهل البيت عليهم السلام وينبغي استحباب ابتلاع ما به لما فيه من أثر الطعام كما يستحب لعِق الاصابع وابتلاع ما يتعلق من الطعام بين الأسنان بلسانه قال الحليمي في (المنهاج) ويكره الخلال بعود القصب لأنه يفسد لحم الانسان وروي أنه عمر رضي الله عنه رأى رجلا بأسنانه تأكل فسأله عنه وذكر أنه تخلل بعود قصب فنهاه عن ذلك وكتب إلى الآفاق ينهانهم عن الخلال بالقصب وفي طب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كراهة الخلال بالقصب أيضا وكراهة الخلال بعود الرمان والريحان والسواك بهما لأنهما يثيران عرق الجذام وفيه كراهة الخلال بعود الخوص أيضا.

    داوِم عَلى أكلِ وَترٍ مِن الثِمارِ تَرى . بِهِ الدَو السِحرُ النافِثُ الغُسلِ
    أحدى وَعشرينَ مِن حُمرِ الزَبَيبِ فَكُلُ . في كُلِ يَومٍ كَفيتَ كُلُ البِلا فَكُل

    قال في الاحياء داوم على أكثل وتر من التمراي وتر كان يكفى شر السحرة ولن يضره سحر من أكل سبع تمرات في أي وقت كان قتلت كل داية في بطنه ومن أكل كل يوم احدى وعشرين زبيبة حمرا لم ير في بدنه داء أبدا.
    وفي طب أهل بيت النبوة أن النبي صلى الله عليه وسلم: (الزبيب الأحمر يطفىء المزينة بالوصب ويطيب النفس).
    قال ابن الجوزي في (طبه) الزبيب صديق المعدة والكبد يجيد الذهن وينفع من قد اجتمعت في بطنه اخلاط بلغمية إلا أنه يحرق الدم ودفع ضرره بالخيار.

    وَخَمسَةٌ قَد رَوُوا تَعجيلَها حَسنٌ . وَفي سِواها تاني واسعَ في مَهلِ
    تَزويجِ كُفؤٍ وَمَيتَ هاكَ ثالِثُها . دَفعُ الديونِ وَتُب لِلَهِ مِن زُلَلِ
    وَالخامِسُ الضَيفُ إِن يَأتِيَكَ في نُزلِ . فَكُن لَهُ بِالقُرى بِالجِدِ وَالعَجَلِ

    ذكر في الإحياء أنه تستحب المبادرة إلى خمسة أشياء تزويج الكفؤ ودفن الميت ودفع الديون والتوبة والضيف يعجل له الطعام وهو القرى بكسر القاف يقال إنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى عن إبراهيم: (فَراغَ إلى أَهلِهِ فَجاءِ بِعِجلٍ سَمين) والروغان الذهاب بسرعة قيل ولأَجل عجلته سمي ولد البقرة عجلا.

    وَسَبعَةٍ قوَةِ الإِبصارِ فَأتِ بِها . بِلا مُراءٍ تَجِد نَفعاً بِلا دَخلِ
    اِلبَس نَظيفَ ثِيابٍ وَاطرَح دَنَساً . وَانظُر إِلى خُضرَةٍ في وَجهٍ ذي كُحُلِ
    وَاجلِس إِلى كَعبَةٍ تُهدى لِناظِرِها . حالَ الجُلوسِ ثواباً زاكيَ العَمَلِ
    وَجَريَةُ الماءِ وَانظُر في السَماءِ تَرى . دَفعَ الهُمومِ مَعَ السَوداءِ وَامتَثلِ
    وَكُحلِ العَينِ عِندَ النَومِ مِن حَجرٍ . تَسبِق بِهِ نَظَرَ الزَرقأ وَلا تَحِل

    هذه سبعة تقوي البصر نقل في الاحياء عن الشافعي رضي الله عنه أربعة تقوي البصر لبس نظيف الثياب والنظر إلى الخضرة والجلوس مستقبل القبلة والكحل عند النوم من حجر يعني بالاثمد وفي الحديث (عليكم بالاثمد فإنه ينور البصر وينبت الشعر) قال بعضهم اختص الاثمد بهذا لأنه من الجبل الذي تجلا عليه الحق سبحانه وتعالى لموسى فلما وقع عليه نور الحق صار دكا واحترق بنور الحق وصار أسود وصار لما وقع عليه من النور ينور البصر وفي رواية الامام أحمد بن حنبل مرفوعا (عليكم بالاثمد المروح فإنه ينور البصر وينبت الشعر والمروح المطيب) وروى الحافظ أبو نعيم في تاريخ اصبحان عن ابن عباس رضي العنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة يجلين البصر: النظر إلى الخضرة والنظر إلى الوجه الحسن والنظر إلى الماء الجاري) قال الغزالي عن القزويني في كتاب (عجايب المخلوقات) في النظر إلى السماء عشر فوايد وذكر من جملتها أن النظر إلى السماء يصرف الهم ويذهب السوداء.

    وَلَحظُ فَرجُ النِساءِ لِلضَوءِ مَنقَصَةٌ . وَلَحظُ مُستَقذِرٍ يُفضي إِلى كَلَلِ

    قال الشافعي رضي الله عنه النظر إلى فرج المرأة يضعف البصر وكذا الجلوس مستدبر الكعبة وكذا النظر إلى القاذورات قال وثلاثة تزيد في العقل مجالسة العلماء والصالحين وترك الكلام فيما لا يعنيه قال صلى الله عليه وسلم: (من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه) أي يهمه فلا ينبغي الكلام إلا عند الحاجة إليه وكما أنه لا ينبغي السكوت عند الحاجة كذلك لا ينبغي الكلام عند الحاجة إلى السكوت وقد جمعت الثلاث في بيتين:
    ثَلاثَةٌ زادَت العَقلَ التَمامَ فَدَع . فَضلَ الكَلامِ لَكِن في الناسِ ذا فَضلٍ
    وَاجلِس إلى صالِحٍ تَحوي بِهِ زِلَفاً . وَاجلِس إلى عالِمٍ يَدعوكَ لِلعَمَلِ
    قد سبق شرحها والله سبحانه أعلم.

    وَاربَع قوَةَ الأبدانِ فَأتِ بِها . طَيبٌ وَلَحمٌ وَماءُ عُد لِلغَسلِ
    بِلا جِماعٍ مِنَ الكَتانِ رابعُها . ثوبٌ عَلى بَدنِ جَسدٍ أي غيرَ مُنسَدِلِ

    هذه الأربعة منقولة عن الشافعي رضي الله عنه الغسل من غير جماع واستعمال الطيب وأكل اللحم ولبس الكتان على الجسد قوله غير منسدل هو حشو أي غير طويل لأن السنة تقصير الثياب.

    كَبيرٌ مُعزٍ حَوى السَوداءِ نورٌ حَوى . جَلبَ الهٌمومِ مَعًَ النُسيانِ لِلِرجلِ
    وَيُفسِدُ الدَمَ فاقبِل عَن أضِ شَقَةٍ . عَمرو بِن بَحرٍ رَوى عَن طِبِ ذي فَضلِ

    نقل الحافظ واسمه عمرو بن بحر في كتاب (الحيوان) أن لحم المعز يورث السوداء والنسيان ويجلب الهم للإنسان ويفسد الدم وهذا في كبير المعز وأما الصغير منه فنقل في (الأحياء) عن حكيم أنه رأى شخصا سمينا فقال أرى عليك قطيفة (أي حلة) من نسل أضراسك قال مما هي قال من أكل لباب الخبز والبر وصغار المعز والدهن يدهن البنفسج ولبس الكتان.

    البَيهَقي رَوى لَحمَ البَقيرِ أذى . وَالشَحمُ مِنها شِفاءُ الداءِ وَالعُلَلِ
    وَالسَمنُ فيه شِفاءٌ وَاعمُد إلى دَربٍ . فاشرب لَهُ لَبناً وَالبَولُ مِن إِبِلِ

    البقير بفتح البالغة في (السنن الكبير) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في البقر لحمها داء وشحمها دواء وسمنها شفاء) والدرب بفتح الدال والراء المهملتين ثم بالموحدة في آخرة.
    جاء في الحديث (أبوال الابل والبانها شفاء من الدرب) والدرب قال بعضهم هو نوع من الاسهال يسبب تخمة أو هيفة فإذا شرب الإنسان أبوال الإِبل وألبانها أخرج المادة التي في البطن فإذا أخرجها انقطع الاسهال وحصل الشفاء.

    رسالة في آداب الأكل [ 3 ] Fasel10

    رسالة في آداب الأكل
    المؤلف : الأقفهسي
    منتدى نافذة ثقافية ـ البوابة
    رسالة في آداب الأكل [ 3 ] E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 7:18 am