منتدى ميراث الرسول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    باب : كيف كان بدء الوحى

    avatar
    اسرة التحرير
    Admin


    عدد المساهمات : 3695
    تاريخ التسجيل : 23/01/2014

    باب : كيف كان بدء الوحى Empty باب : كيف كان بدء الوحى

    مُساهمة من طرف اسرة التحرير السبت مارس 08, 2014 2:50 pm

    باب : كيف كان بدء الوحى Albary10

    بّسم الله الرّحمن الرّحيم
    فتح البارى ـ صحيح البخارى
    باب : كيف كان بدء الوحى
    باب : كيف كان بدء الوحى 1410
    مقدمة : الباب
    كيف كان بدء الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله جل ذكره (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده)
    الشرح
    قال البخارى رحمه الله تعالى : (بسم الله الرحمن الرحيم - كيف كان بدء الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) هكذا فى رواية أبى ذر والأصيلى بغير" باب " وثبت فى رواية غيرهما، فحكى عياض ومن تبعه فيه التنوين وتركه. وقال الكرمانى: يجوز فيه الإسكان على سبيل التعداد للأبواب. فلا يكون له إعراب . وقد اعترض على المصنف لكونه لم يفتتح الكتاب بخطبة تنبئ عن مقصوده مفتتحة بالحمد والشهادة امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع"، وقوله "كل خطبة ليس فيها شهادة فهى كاليد الجذماء". أخرجهما أبو داود وغيره من حديث أبى هريرة.
    والجواب عن الأول: أن الخطبة لا يتحتم فيها سياق واحد يمتنع العدول عنه، بل الغرض منها الافتتاح بما يدل على المقصود، وقد صَدّرَ الكتاب بترجمة بدء الوحى، وبالحديث الدال على مقصوده، المشتمل على أن العمل دائر مع النية. فكأنه يقول: قصدت جمع وحى السنة المتلقَّى عن خير البرية على وجه سيظهر حسن عملى فيه من قصدى، وإنما لكل امرئ ما نوى، فاكتفى بالتلويح عن التصريح. وقد سلك هذه الطريقة فى معظم تراجم هذا الكتاب على ما سيظهر بالاستقراء.
    والجواب عن الثانى: أن الحديثين ليسا على شرطه، بل فى كل منهما مقال. سلمنا صلاحيتهما للحجة لكن ليس فيهما أن ذلك يتعين بالنطق والكتابة معا، فلعله حمد وتشهد نطقا عند وضع الكتاب، ولم يكتب ذلك اقتصارا على البسملة، لأن القدر الذى يجمع الأمور الثلاثة ذكر الله وقد حصل بها، ويؤيده أن أول شيء نزل من القرآن (اقرأ باسم ربك) فطريق التأسى به الافتتاح بالبسملة والاقتصار عليها، لا سيما وحكاية ذلك من جملة ما تضمنه هذا الباب الأول، بل هو المقصود بالذات من أحاديثه. ويؤيده أيضا وقوع كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك، وكتبه فى القضايا مفتتحة بالتسمية دون حمدلة وغيرها، كما سيأتى فى حديث أبى سفيان فى قصة هرقل فى هذا الباب، وكما سيأتى فى حديث البراء فى قصة سهيل ابن عمرو فى صلح الحديبية، وغير ذلك من الأحاديث. وهذا يشعر بأن لفظ الحمد والشهادة، إنما يحتاج إليه فى الخطب دون الرسائل والوثائق، فكأن المصنف لما لم يفتتح كتابه بخطبة ، أجراه مجرى الرسائل إلى أهل العلم، لينتفعوا بما فيه تعلما وتعليما.
    وقد أجاب من شرح هذا الكتاب بأجوبة أخر فيها نظر، منها: أنه تعارض عنده الابتداء بالتسمية والحمدلة، فلو ابتدأ بالحمدلة لخالف العادة، أو بالتسمية لم يعد مبتدئا بالحمدلة فاكتفى بالتسمية. وتعقب بأنه لو جمع بينهما، لكان مبتدئا بالحمدلة بالنسبة إلى ما بعد التسمية ، وهذه هى النكتة فى حذف العاطف، فيكون أولى لموافقته الكتاب العزيز، فإن الصحابة افتتحوا كتابة الإمام الكبير بالتسمية والحمد وتلوها، وتبعهم جميع من كتب المصحف بعدهم فى جميع الأمصار، من يقول بأن البسملة آية من أول الفاتحة، ومن لا يقول ذلك. ومنها أنه راعى قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله) فلم يقدم على كلام الله ورسوله شيئا، واكتفى بها عن كلام نفسه،
    وتعقب بأنه كان يمكنه أن يأتى بلفظ الحمد من كلام الله تعالى، وأيضا فقد قدم الترجمة وهى من كلامه على الآية، وكذا ساق السند قبل لفظ الحديث،
    والجواب عن ذلك: بأن الترجمة والسند وإن كانا متقدمين لفظا، لكنهما متأخران تقديرا فيه نظر. وأبعد من ذلك كله، قول من ادعى: أنه ابتدأ بخطبة فيها حمد وشهادة، فحذفها بعض من حمل عنه الكتاب.
    (1/9) وكأن قائل هذا ما رأى تصانيف الأئمة من شيوخ البخارى، وشيوخ شيوخه وأهل عصره كمالك فى الموطأ، وعبد الرزاق فى المصنف، وأحمد فى المسند، وأبى داود فى السنن ، إلى ما لا يحصى ممن لم يقدم فى ابتداء تصنيفه خطبة، ولم يزد على التسمية، وهم الأكثر ، والقليل منهم من افتتح كتابه بخطبة، أفيقال فى كل من هؤلاء: إن الرواة عنه حذفوا ذلك؟ كلا، بل يحمل ذلك من صنيعهم، على أنهم حمدوا لفظا. ويؤيده ما رواه الخطيب فى الجامع عن أحمد: أنه كان يتلفظ بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم إذا كتب الحديث ولا يكتبها، والحامل له على ذلك إسراع أو غيره، أو يحمل على أنهم رأوا ذلك مختصا بالخطب دون الكتب كما تقدم، ولهذا من افتتح كتابه منهم بخطبة، حمد وتشهد كما صنع مسلم، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. وقد استقر عمل الأئمة المصنفين ، افتتاح كتب العلم بالبسملة وكذا معظم كتب الرسائل، واختلف القدماء فيما إذا كان الكتاب كله شعرا، فجاء عن الشعبى منع ذلك، وعن الزهرى قال: مضت السنة أن لا يكتب فى الشعر بسم الله الرحمن الرحيم، وعن سعيد بن جبير جواز ذلك، وتابعه على ذلك الجمهور. وقال الخطيب: هو المختار.
    قوله: (بدء الوحى) قال عياض: روى بالهمز مع سكون الدال من الابتداء، وبغير همز مع ضم الدال وتشديد الواو من الظهور. قلت: ولم أره مضبوطا فى شيء من الروايات التى اتصلت لنا، إلا أنه وقع فى بعضها" كيف كان ابتداء الوحى"، فهذا يرجح الأول، وهو الذى سمعناه من أفواه المشايخ. وقد استعمل المصنف هذه العبارة كثيرا، كبدء الحيض، وبدء الأذان، وبدء الخلق. والوحى لغة: الإعلام فى خفاء، والوحى أيضا: الكتابة والمكتوب والبعث والإلهام والأمر والإيماء والإشارة والتصويت شيئا بعد شيء. وقيل: أصله التفهيم، وكل ما دللت به من كلام أو كتابة أو رسالة أو إشارة فهو وحى. وشرعا: الإعلام بالشرع. وقد يطلق الوحى ويراد به اسم المفعول منه أى الموحى، وهو: كلام الله المنزل على النبى صلى الله عليه وسلم. وقد اعترض محمد بن إسماعيل التيمى على هذه الترجمة، فقال: لو قال: كيف كان الوحى لكان أحسن، لأنه تعرض فيه لبيان كيفية الوحى، لا لبيان كيفية بدء الوحى فقط. وتعقب بأن المراد من بدء الوحى، حاله مع كل ما يتعلق بشأنه. أى تعلق كان. والله أعلم.
    قوله: (وقول الله) هو بالرفع على حذف الباب عطفا على الجملة، لأنها فى محل رفع، وكذا على تنوين باب. وبالجر عطفا على كيف، وإثبات باب بغير تنوين، والتقدير باب معنى قول الله كذا، أو الاحتجاج بقول الله كذا، ولا يصح تقدير كيفية قول الله، لأن كلام الله لا يكيف قاله عياض، ويجوز رفع. وقول الله على القطع وغيره.
    قوله: (إنا أوحينا إليك.... الآية) قيل: قدم ذكر نوح فيها لأنه أول نبى أرسل، أو أول نبى عوقب قومه ، فلا يرد كون آدم أول الأنبياء مطلقا، كما سيأتى بسط القول فى ذلك فى الكلام على حديث الشفاعة. ومناسبة الآية للترجمة واضح من جهة: أن صفة الوحى إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم -توافق صفة الوحى إلى من تقدمه من النبيين، ومن جهة: أن أول أحوال النبيين فى الوحى بالرؤيا، كما رواه أبو نعيم فى الدلائل بإسناد حسن عن علقمة بن قيس صاحب ابن مسعود قال: إن أول ما يؤتى به الأنبياء فى المنام حتى تهدأ قلوبهم ، ثم ينزل الوحى بعد فى اليقظة.
    باب : كيف كان بدء الوحى Fasel10
    فتح البارى، شرح صحيح البخارى، للإمام ابن حجر العسقلانى
    باب : كيف كان بدء الوحى Fasel10


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 7:10 pm