من طرف هند سالم الأربعاء أغسطس 01, 2018 10:40 am
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
كتاب : الإستعداد للموت وسؤال القبر
تأليف : المليباري
النفخ في الصور
قال اللّه تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ الله، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ. وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّنَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ. وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوَاْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءوهَا فُتِحَتْ أَبْوَبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ. قِيلَ ادْخُلُوَاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى آلْمُتَكَبِرِينَ. وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىَ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَولِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.).
وفي كتاب النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وأصغى بسمعه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفخ " . قالوا يا رسول اللّه وكيف نقول قال: " قولوا سبحان اللّه ونعم الوكيل على اللّه توكلنا " .
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً " . قلت يا رسول اللّه النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: " يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض " . وفي كتاب الترمذي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنفاً مشاة وصنفاً ركباناً وصنفاً على وجوههم " . قيل يا رسول اللّه وكيف يمشون على وجوههم قال: " إن الذي أمشاهم في الدنيا على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما أنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك " .
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا " .
وفيه قال صلى الله عليه وسلم: " يقبض اللّه الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض " .
وفيه قال يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء صفراء كقرصة النقي قال سهل أو غيره وليس فيها معلم لأحد وصح أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " يبعث الميت في ثيابه التي مات فيها " قيل المراد بالثياب العمل وحمله أبو سعيد الخدري على ظاهره.
وفي صحيح مسلم عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: " تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون كمقدار ميل " . قال سليم بن عامر فواللّه ما أدري ما يعني بالميل المسافة الأرض أو الميل الذي يكتحل به العين قال: " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمهم العرق إلجاماً وأشار بيده صلى الله عليه وسلم إلى فيه " .
وفي مسند أبي بكر البزار عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إن العرق يلزم المرء في الموقف حتى يقول يا رب إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب.
وقال بعض السلف لو طلعت الشمس على الأرض كهيئتها يوم القيامة لأحرقت الأرض وأذابت الصخر ونشفت الأنهار.
وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " سبعة يظلُّهم اللّه تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة اللّه ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في اللّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل ذكر اللّه تعالى خالياً ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف اللّه ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " .
قال الحسن البصري رحمه اللّه فما ظنكم بيوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا شربة حتى انقطعت أعناقهم عطشاً واحترقت أجوافهم جوعاً ثم انصرف بهم إلى النار فسقوا من عين آنية أي متناهية في الحرارة أوقدت عليها جهنم منذ خلقها.