بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مختارات من فتح البارى
شرح صحيح البخارى
كتاب الإيمان
باب أمور الإيمان
بَاب أُمُورِ الْإِيمَانِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ) وَقَوْلِهِ: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) الْآيَةَ
الشرح
قوله: (باب أمور الإيمان) ، وللكشميهنى ( أمر الإيمان ) بالإفراد على إرادة الجنس، والمراد بيان الأمور التى هى الإيمان والأمور التى للإيمان. قوله: (وقول الله تعالى) بالخفض.
(1/51) ووجه الاستدلال بهذه الآية ومناسبتها لحديث الباب، تظهر من الحديث الذى رواه عبد الرزاق وغيره، من طريق مجاهد أن أبى ذر سأل النبى -صلى الله عليه وسلم -عن الإيمان، فتلا عليه: (ليس البر) إلى آخرها، ورجاله ثقات. وإنما لم يسقه المؤلف لأنه ليس على شرطه، ووجهه: أن الآية حصرت التقوى على أصحاب هذه الصفات، والمراد المتقون من الشرك والأعمال السيئة. فإذا فعلوا وتركوا فهم المؤمنون الكاملون. والجامع بين الآية والحديث: أن الأعمال مع انضمامها إلى التصديق داخلة فى مسمى البر، كما هى داخلة فى مسمى الإيمان. فإن قيل: ليس فى المتن ذكر التصديق؟ أجيب: بأنه ثابت فى أصل هذا الحديث كما أخرجه مسلم وغيره، والمصنف يكثر الاستدلال بما اشتمل عليه المتن الذى يذكر أصله ولم يسقه تاما. قوله: (قد أفلح المؤمنون) ذكره بلا أداة عطف، والحذف جائز، والتقدير: وقول الله: (قد أفلح المؤمنون) ، وثبت المحذوف فى رواية الأصيلى، ويحتمل أن يكون ذكر ذلك تفسيرا لقوله المتقون، أى: المتقون هم الموصوفون بقوله: (قد أفلح) إلى آخرها. وكأن المؤلف أشار إلى إمكان عد الشعب من هاتين الآيتين وشبههما، ومن ثم ذكر ابن حبان أنه عد كل طاعة عدها الله تعالى فى كتابه من الإيمان، وكل طاعة عدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم -من الإيمان، وحذف المكرر فبلغت سبعا وسبعين.
فتح البارى . للإمام ابن حجر العسقلانى
بَاب أُمُورِ الْإِيمَانِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ) وَقَوْلِهِ: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) الْآيَةَ
الشرح
قوله: (باب أمور الإيمان) ، وللكشميهنى ( أمر الإيمان ) بالإفراد على إرادة الجنس، والمراد بيان الأمور التى هى الإيمان والأمور التى للإيمان. قوله: (وقول الله تعالى) بالخفض.
(1/51) ووجه الاستدلال بهذه الآية ومناسبتها لحديث الباب، تظهر من الحديث الذى رواه عبد الرزاق وغيره، من طريق مجاهد أن أبى ذر سأل النبى -صلى الله عليه وسلم -عن الإيمان، فتلا عليه: (ليس البر) إلى آخرها، ورجاله ثقات. وإنما لم يسقه المؤلف لأنه ليس على شرطه، ووجهه: أن الآية حصرت التقوى على أصحاب هذه الصفات، والمراد المتقون من الشرك والأعمال السيئة. فإذا فعلوا وتركوا فهم المؤمنون الكاملون. والجامع بين الآية والحديث: أن الأعمال مع انضمامها إلى التصديق داخلة فى مسمى البر، كما هى داخلة فى مسمى الإيمان. فإن قيل: ليس فى المتن ذكر التصديق؟ أجيب: بأنه ثابت فى أصل هذا الحديث كما أخرجه مسلم وغيره، والمصنف يكثر الاستدلال بما اشتمل عليه المتن الذى يذكر أصله ولم يسقه تاما. قوله: (قد أفلح المؤمنون) ذكره بلا أداة عطف، والحذف جائز، والتقدير: وقول الله: (قد أفلح المؤمنون) ، وثبت المحذوف فى رواية الأصيلى، ويحتمل أن يكون ذكر ذلك تفسيرا لقوله المتقون، أى: المتقون هم الموصوفون بقوله: (قد أفلح) إلى آخرها. وكأن المؤلف أشار إلى إمكان عد الشعب من هاتين الآيتين وشبههما، ومن ثم ذكر ابن حبان أنه عد كل طاعة عدها الله تعالى فى كتابه من الإيمان، وكل طاعة عدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم -من الإيمان، وحذف المكرر فبلغت سبعا وسبعين.
فتح البارى . للإمام ابن حجر العسقلانى