منتدى ميراث الرسول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة

    avatar
    اسرة التحرير
    Admin


    عدد المساهمات : 3695
    تاريخ التسجيل : 23/01/2014

    ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة Empty ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة

    مُساهمة من طرف اسرة التحرير السبت سبتمبر 27, 2014 3:36 pm

    ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة Mka10

    بّسم الله الرّحمن الرّحيم
    تاريخ مكة المكرمة
    ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة
    ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة 1410
    قال الله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت) أي: يبني القواعد وهي الأساس جمع قاعدة. عن ابن عباس قال: لبث إبراهيم ما شاء الله أن يلبث، ثم جاء الثالثة فوجد إسماعيل قاعداً تحت الدوحة التي إلى ناحية الستر يبري نبلاً له فسلم عليه ونزل عليه فقعد معه، فقال إبراهيم: يا إسماعيل إن الله قد أمرني بأمر. فقال إسماعيل: أطع ربك فيما أمرك ويروى: أنه قال: وتعينني. قال: وأعينك فقال إبراهيم: أمرني ربي أن أبني له بيتاً. قال له إسماعيل: وأين هو ، فأشار له إلى أكمة مرتفعة على ما حولها عليها رضراض من حصباء يأتيها السيل من نواحيها ولا يركبها، فقاما يحفران عن القواعد ويقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا تقبل منا إنك سميع الدعاء. ويحمل له إسماعيل الحجارة على رقبته ويبني إبراهيم، فلما ارتفع البنيان وشق على إبراهيم تناوله قرب له هذا الحجر يعني المقام فكان يقوم عليه ويبني ويحوله في نواحي البيت، حتى انتهى إلى وجه البيت فلذلك سمي مقام إبراهيم لقيامه عليه.
    وفي رواية لابن عباس: أنه لما جاء إبراهيم إلى إسماعيل ورآه قام إليه فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد، وبكيا حتى أبكيا أو أجابتهما الطير.
    وقال مجاهد: أقبل إبراهيم ومعه السكينة والصّرد والملك من الشام دليلاً، حتى تبوءا البيت الحرام، كما تبوأ العنكبوت بيتاً، وكان للسكينة رأس كرأس الهرة وجناحان. وفي رواية: كأنها غمامة أو ضبابة في وسطها كهيئة الرأس يتكلم، وفي رواية: هي ريح خجوج لها رأس، وفي رواية: لها رأسان، وفي رواية: لها وجه يتكلم وهو بعد ريح هفافة، وفي رواية: لها رأس كرأس الإنسان، وقيل: السكينة الرحمة.
    قال السهيلي: والسكينة من شأن الصلاة. قال صلى الله عليه وسلم: " وأتوها وعليكم السكينة ". فجعلت علماً على قبلتها حكمة من الله سبحانه. فقالت السكينة: يا إبراهيم ربّض على البيت، فلذلك لا يطوف بالبيت ملك من هذه الملوك ولا أعرابي نافر ولا جبار إلا رأيت عليه السكينة. وفي رواية: قالت السكينة ورأيتها تتكلم يا إبراهيم: خذ قدري من الأرض لا يزيد ولا ينقص، فخط فذلك بكة وما حواليها مكة. وفي رواية: قالت له: يا إبراهيم إن ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة، فجعل ينظر إليها ويأخذ قدرها، فقال له رأس السكينة: قد فعلت. قال: نعم،، فارتفعت السحابة، وفي رواية: أن الغمامة لم تزل راكدة تظل إبراهيم وتهديه مكان القواعد حتى رفع القواعد قامة، ثم انكشفت الغمامة فأبرز عن أس " يانت " من الأرض فبناه إبراهيم، وفي رواية: فحفر فأبرز عن ربض أمثال حلف الإبل، لا يحرك الصخرة إلا ثلاثون رجلاً، وفي رواية: لما بعث الله إبراهيم ليبني البيت، طلب الأساس الأول الذي وضعه بنو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله بها آدم من خيام الجنة، حين وضعت له بمكة في موضع البيت، فلم يزل إبراهيم يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو آدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها ظلل الله له مكان البيت بغمامة، ولم تزل راكدة تظل إبراهيم وتهديه مكان القواعد حتى رفع القواعد قامة، ثم انكشفت الغمامة، وكان إبراهيم يبني في كل يوم سافاً، ومكة يومئذ شديدة الحر، وإسماعيل يناوله الحجارة.
    قال ابن عباس: أما والله ما بنياه بقصة ولا مدر ولا كان معهما من الأعوان والأموال ما يسقفانه، ولكنهما أعلماه وطافا به، وفي رواية: ورضماه رضماً فوق القامة ولم يسقفاه. والرضم: أن ينضد الحجارة بعضها على بعض من غير ملاط، فلما ارتفع البنيان قرب إسماعيل لإبراهيم المقام، فكان إبراهيم يقيم عليه ويبني ويحوله إسماعيل في نواحي البيت.
    قال السهيلي: بناه من خمسة أجبل، كانت الملائكة تأتيه بالحجارة منها، وهي: طور سيناء وطور زيتا اللذين بالشام، والجودي وهو بالجزيرة ولبنان وحراء هكذا ذكر السهيلي أن لبنان بالحرم، وهما بالحرم قال: وانتبه لحكمة الله كيف جعل بناءهما من خمسة أجبل، فشاكل ذلك معناها إذ هي قبلة للصلوات الخمس وعمود الإسلام وقد بني على خمسة. انتهى.
    وقيل إن قواعده من حراء. وفي رواية: أسس البيت من خمسة، وفي رواية: وكان ربضه من حراء. قال الخليل: والربض ههنا الأساس المستدير بالبيت من الصخر، ويروى: أن ذا القرنين قدم مكة وهما يبنيان، فقال: ما هذا ، فقالا: نحن عبدان مأموران أمرنا بالبناء. فقال: فهاتا البنية على ما تدعيان فقامت خمسة أكبش، فقلن: نشهد أن إبراهيم وإسماعيل عبدان مأموران بالبناء. فقال: قد رضيت وسلمت ومضى. فلما انتهى إبراهيم في البناء إلى موضع الحجر الأسود قال لإسماعيل: اذهب فائتني بحجر أضعه هنا؛ ليكون علماً للناس يبتدئون منه الطواف وفي رواية: ليقتدي الناس به فذهب إسماعيل إلى الوادي يطلب حجراً، فأتاه بحجر فلم يرضه، فذهب فطلب حجراً آخر، فجاء جبريل بالحجر الأسود وفي رواية: نزل به من الجنة وفي رواية: جاء به من أبي قبيس؛ لأنه كان استودع أبو قبيس الركن زمان الغرق على ما قيل وفي رواية: لما غرقت الأرض استودع الله أبا قبيس الحجر الأسود، وقال: إذا رأيت خليلي يبني لي بيتاً فأعطه إياه. فلما ابتغى إبراهيم عليه السلام الحجر الأسود ناداه من أبي قبيس ألا أنا هذا فرقي إليه إبراهيم فأخذه فوضع بالموضع الذي هو فيه اليوم وفي رواية: صاح أبو قبيس يا إبراهيم يا خليل الرحمن إن لك عندي وديعة فخذها، فإذا هو بحجر أبيض من ياقوت الجنة، فجاء إسماعيل فوجد إبراهيم قد وضع الحجر في مكانه، فقال: يا أبت من أين لك هذا الحجر ، قال: جائني به من لم يكلني إليك ولا إلى حجرك وفي رواية: من عند من لم يتكل على بنائي وبنائك وفي رواية: وضع جبريل الحجر في مكانه وبنى عليه وهو حينئذ يتلألأ تلألؤا من شدة بياضه، فأضاء نوره شرقاً وغرباً ويمناً وشاماً، فكان نوره يضيء إلى منتهى أنصاب الحرم من كل ناحية من نواحي الحرم، وقيل: إنما شدة سواده؛ لأنه أصابه الحريق مرة بعد مرة في الجاهلية والإسلام؛ فأما حريقه في الجاهلية فإنه ذهبت امرأة في زمن قريش تجمر الكعبة، فطارت شرارة من أستاء الكعبة، فأحرقت الكعبة فاحترق الركن الأسود واسود وتوهنت الكعبة، وكان هو الذي هاج قريشاً على هدمها وبنائها. وأما حريقه في الإسلام ففي عصر ابن الزبير أيام حاصره الحصين بن نمير الكندي، احترقت الكعبة واحترق الركن فتفلق ثلاث فلق حتى شعبه ابن الزبير بالفضة، وقيل: سواده لمعنى آخر وتقدم في باب الفضائل. وجعل إبراهيم طول البيت في السماء تسعة أذرع، وعرضه في الأرض اثنين وثلاثين ذراعاً من الركن الأسود إلى الركن الشامي الذي هو عند الحجر من وجهه، وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الذي فيه الحجر اثنين وعشرين ذراعاً، وجعل عرض ظهرها من الركن الغربي إلى الركن اليماني أحداً وثلاثين ذراعاً، وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعاً، فلذلك سميت الكعبة؛ لأنها على خلقة الكعب، وكذلك بنيان أساس آدم عليه السلام وجعل بابها بالأرض غير مبوب، حتى كان تبع أسود الحميري هو الذي جعل لها باباً وغلقاً فارسياً وكساها كسوة تامة ونحر عندها. وجعل إبراهيم الحجر إلى جنب البيت عريّاً من أراك يقتحمه الغير فكان زرباً لغنم إسماعيل عليه السلام وحفر إبراهيم عليه السلام جباً في بطن الكعبة على يمين من دخله يكون خزانة البيت، يلقى فيه ما يهدي للكعبة، وهو الجب الذي نصب عليه عمرو بن لحي هبل الصنم التي كانت قريش تعبده وتستقسم عنده بالأزلام حين جاء به من هيت من أرض الجزيرة. قال القرطبي في التفسير في سورة البقرة: روي أن إبراهيم وإسماعيل لما فرغا من بناء البيت أعطاهما الله الخيل جزاءً عن رفع قواعد البيت. وعن ابن عباس قال: كانت الخيل وحشاً كسائر الوحوش، فلما أذن لإبراهيم وإسماعيل برفع القواعد قال الله تعالى: (إني معطيكما كنزاً ادخرته لكما)، ثم أوحى إلى إسماعيل أن اخرج إلى أجياد فادع يأتك الكنز، فخرج إلى أجياد ولا يدري ما الدعاء ولا الكنز فألهمه فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته، فأمكنه من نواصيها وذللها له فاركبوها واعلفوها فإنها ميامين وهي ميراث أبيكم إسماعيل. وسمي الفرس فرساً؛ لأنه يفترس مسافات الجو افتراس الأسد وثوباً ويقطعها بيديه خبطاً وتناولاً، وسمى خيلاً؛ لأنها موسومة بالغر، وسمى عربياً لأنه أعطيه إسماعيل، وإسماعيل عربي فصارت له نحلة من الله.
    قال الثعلبي في العرائس: وكان إبراهيم عبرانياً وإسماعيل عربياً فألهم الله أحدهما لسان صاحبه، فكان إبراهيم يقول: رب هب لي كيناً يعني هات حجراً فيقول له إسماعيل: هناك فخذه.
    وقال المرجاني في " بهجة النفوس ": وكان إبراهيم يتكلم بالعبرانية وكذلك إسماعيل وإسحاق، وذلك أن إبراهيم لما خرج هرب من كوثى وخرج من النار عبر الفرات ولسانه سرياني فغير لسانه، فقيل: عبراني حيث عبر الفرات فبعث نمرود في أثره، وقال: لا تدعوا من يتكلم بالسريانية إلا ائتوني به، فوجدوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوه، وكان سن إبراهيم عليه السلام حين أمر ببناء البيت مائة سنة، وسن إسماعيل ستة وثلاثين سنة، وفي رواية ذكرها الأزرقي: إن سن إسماعيل يومئذ عشرون سنة.
    ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة Fasel10
    مختصر: تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام لابن الضياء
    ما جاء في بناء إبراهيم الكعبة Fasel10


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:44 pm