من طرف اسرة التحرير الثلاثاء نوفمبر 11, 2014 6:01 am
بّسم الله الرّحمن الرّحيم مكتبة علوم القرآن أسباب نزول القرآن من سورة والضحى إلى ختام القرآن الكريم ● [ سورة والضحى ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم أخبرنا أبو منصور البغدادي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن السراج، أخبرنا الحسن بن مثنى بن معاذ، أخبرنا أبو حذيفة، أخبرنا سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، عن جندب قال: قالت امرأة من قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أرى شيطانك إلا ودعك، فنزل (وَالضُحى وَالَليلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) رواه البخاري عن أحمد بن يونس، عن زهير، عن الأسود، ورواه مسلم عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم، عن زهير. أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الكاتب، أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، أخبرنا أبو سيعد الأشج، أخبرنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أبطأ جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فجزع جزعاً شديداً، فقالت خديجة، قد قلاك ربك لما يرى جزعك، فأنزل الله تعالى (وَالضُحى وَالَليلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى). أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زكريا، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن يونس، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا حفص بن سعيد القرشي قال: حدثتني أمي عن أمها خولة، وكانت خادمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن جرواً دخل البيت، فدخل تحت السرير فمات، فمكث نبي الله صلى الله عليه وسلم أياماً لا ينزل عليه الوحي، فقال: يا خولة ما حدث في بيتي? جبريل عليه السلام لا يأتيني، قالت خولة: لو هيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فإذا شيء ثقيل، فلم أزل حتى أخرجته فإذا هو جرو ميت، فأخذته فألقيته خلف الجدار، فجاء نبي الله صلى الله عليه وسلم ترعد لحياه، وكان إذا نزل الوحي استقبلته الرعدة فقال: يا خولة دثريني، فأنزل الله تعالى (وَالضُحى وَالَليلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى). ● قوله تعالى (وَلَلآخِرَةُ خَيرٌ لَّكَ مِنَ الأُولى). أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن المستبيني، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الضبي قال: حدثني أبو عمرو أحمد بن محمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن الحسن العسقلاني، أخبرنا عصام بن داود قال: حدثني أبي، أخبرنا الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يفتح على أمته من بعده فسر بذلك، فأنزل الله عز وجل (وَلَلآَخِرَةُ خَيرٌ لَّكَ مِنَ الأُولى وَلَسوفَ يُعطيكَ رَبُّكَ فَتَرضى) قال: فأعطاه ألف قصر في الجنة من لؤلؤ ترابه المسك في كل قصر منها ما ينبغي له. ● قوله تعالى (أَلَم يَجِدكَ يَتيماً فَآَوى). أخبرنا المفضل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الصوفي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، أخبرنا يحيى بن محمد بن يحيى، أخبرنا عبد الله بن عبد الله الحجبي، أخبرنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سألت ربي مسألة ووددت أني لم أكن سألته، قلت: يا رب إنه قد كانت الأنبياء قبلي، منهم من سخرت له الريح وذكر سليمان بن داود، ومنهم من كان يحيي الموتى وذكر عيسى بن مريم، ومنهم ومنهم، قال: قال: ألم أجدك يتيماً فآويتك، قال: قلت بلى، قال: ألم أجدك ضالاً فهديتك، قال: قلت بلى يا رب، قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك، قال: قلت بلى يا رب، قال: ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك، قال: قلت بلى يا رب.
● [ سورة اقرأ ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. ذكرنا نزول هذه السورة في أول هذا الكتاب. قوله تعالى (فَليَدعُ نادِيَهُ سَنَدعُ الزَبانِيَةَ) إلى آخر الآية، نزلت في أبي جهل. أخبرنا أبو منصور البغدادي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد الخوزي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، أخبرنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا أبو خالد عبد العزيز بن هند، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاء أبو جهل فقال: ألم أنهك عن هذا? فانصرف إليه النبي صلى الله عليه وسلم فزبره، فقال أبو جهل: والله إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني، فأنزل الله تعالى (فَليَدعُ نادِيَهُ سَنَدعُ الزَبانِيَةَ) قال ابن عباس: والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله تبارك وتعالى.
● [ سورة القدر ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. أخبرنا أبو بكر التميمي، أخبرنا عبد الله بن حباب، أخبرنا أبو يحيى الرازي، أخبرنا إسماعيل العسكري، أخبرنا يحيى بن أبي زائدة، عن مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله تعالى (إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ، وَما أَدراكَ ما لَيلَةِ القَدرِ، لَيلَةِ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرِ) قال: خير من التي لبس فيها السلاح ذلك الرجل.
● [ سورة إذا زلزلت ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. أخبرنا أبو منصور البغدادي ومحمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا إبراهيم بن علي الذهلي، أخبرنا يحيى بن يحيى، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن حسين بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الجيلي، عن عبد الله بن عمر قال: نزلت (إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها) وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد، فبكى أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا أبا بكر، قال: أبكاني هذه السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم. ● قوله تعالى (فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) قال مقاتل: نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة، ويقول: ما هذا شيء وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير الكذبة والغيبة والنظرة ويقول: ليس علي من هذا شيء، إنما أوعد الله بالنار على الكبائر، فأنزل الله عز وجل يرغبهم في القليل من الخير فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر(فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ) إلى آخرها.
● [ سورة والعاديات ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. قال مقاتل: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى حي من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري فتأخر خبرهم، فقال المنافقون: قتلوا جميعاً، فأخبر الله تعالى عنها، فأنزل (وَالعادِياتِ ضَبحاً) يعني تلك الخيل. أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا أحمد بن محمد البتي، أخبرنا محمد بن مكي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن عبدة، أخبرنا حفص بن جميع، أخبرنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً فأسهبت شهراً لم يأته منها خبر، فنزلت (وَالعادِياتِ ضَبحاً) ضبحت بمناخرها إلى آخر السورة، ومعنى أسهبت: أمعنت في السهوب، وهي الأرض الواسعة جمع سهب.
● [ سورة التكاثر ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. قوله تعالى (ألهاكُمُ التَكاثُرُ حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ) قال مقاتل والكلبي: نزلت في حيين من قريش بني عبد مناف وبني سهم كان بينهما لحا فتعاند السادة والأشراف أيهم أكثر، فقال بنو عبد مناف: نحن أكثر سيداً وعزاً عزيزاً وأعظم نفراً، وقال بنو سهم مثل ذلك، فكثرهم بنو عبد مناف، ثم قالوا: نعد موتانا حتى زاروا القبور، فعدوا موتاهم فكثرهم بنو سهم، لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية، وقال قتادة: نزلت في اليهود، قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالاً.
● [ سورة الفيل ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. نزلت في قصة أصحاب الفيل وقصدهم تخريب الكعبة، وما فعل الله بهم من إهلاكهم وصرفهم عن البيت وهي معروفة.
● [ سورة لإيلاف قريش ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. نزلت في قريش وذكر منة الله عليهم. أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي، أخبرنا سواد بن علي، أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن ثابت، أخبرنا عثمان بن عبد الله بن عتيق، عن سعيد بن عمرو بن جعدة، عن أبيه، عن جدته أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله فضل قريشاً بسبع خصال لم يعطها قبلهم أحداً ولا يعطيها أحداً بعدهم، أن الخلافة فيهم والحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم وأن النبوة فيهم، ونصروا على الفيل، وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم، ونزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم (لِإِيلافِ قُرَيشٍ).
● [ سورة أرأيت ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. قوله تعالى (أَرَأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدينِ) قال مقاتل والكلبي: نزلت في العاص بن وائل السهمي وقال ابن جريج: كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئاً فقرعه بعصا، فأنزل الله تعالى (أَرأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدينِ فَذَلِكَ الَّذي يَدُعُّ اليَتيمَ).
● [ سورة الكوثر ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. قال ابن عباس: نزلت في العاص، وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل، فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس، فما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث، قال: ذاك الأبتر، يعني النبي صلوات الله وسلامه عليه، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر، فأنزل الله تعالى هذه السورة. أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل، أخبرنا محمد بن يعقوب، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، أخبرنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه، فأنزل الله تعالى في ذلك (إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ) إلى آخر السورة. وقال عطاء عن ابن عباس: كان العاص بن وائل يمر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقول: إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال، فأنزل الله تعالى (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ) من خير الدنيا والآخرة.
● [ سورة قل يا أيها الكافرون ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. نزلت في رهط من قريش قالوا: يا محمد هلم اتبع ديننا ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيراً مما في يدك قد شركت في أمرنا وأخذت بحظك، فقال: معاذ الله أن أشرك به غيره، فأنزل الله تعالى (قُل يا أَيُّها الكافِرونَ) إلى آخر السورة، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش، فقرأها عليهم حتى فرغ من السورة، فأيسوا منه عند ذلك.
● [ سورة النصر ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. نزلت في منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وعاش سنتين بعد نزولها. أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن، أخبرنا أبو عمر بن أبي جعفر المقرئ، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا عبد العزيز بن سلام، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال: حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنزل الله تعالى (إِذا جاءَ نَصرُ اللهِ) قال: يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة قولا: جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان تواباً.
● [ سورة تبت ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد، أخبرنا محمد بن حماد، أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: ما لك، قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقون، قالوا: بلى قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تباً لك ألهذا دعوتنا جميعاً، فأنزل الله عز وجل (تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ) إلى آخرها. رواه البخاري عن محمد بن سلام عن أبي معاوية إلى آخرها. أخبرنا سعد بن محمد العدل، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه، أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، أخبرنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، أخبرنا يزيد بن زريع عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا آل غالب: يا آل لؤي، يا آل مرة، يا آل كلاب، يا آل عبد مناف، يا آل قصي إني لا أملك لكم من الله منفعة ولا من الدنيا نصيباً إلا أن تقولوا لا إله إلا الله، فقال أبو لهب: تباً لك لهذا دعوتنا، فأنزل الله تعالى (تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ). أخبرنا أبو إسحاق المقرئ، أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا مكي بن عبدان، أخبرنا عبد الله بن هاشم، أخبرنا عبد الله بن نمير، أخبرنا الأعمش عن عبد الله بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى (وَأَنذِر عَشيرَتَكَ الأَقرَبينَ) أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى: يا صباحاه، فاجتمع إليه الناس من بين رجل يجيء ورجل يبعث رسوله، فقال: يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني، قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم ما دعوتنا إلا لهذا، فأنزل الله تعالى (تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ).
● [ سورة الإخلاص ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. قال قتادة والضحاك ومقاتل: جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شيء هو، ومن أي جنس هو، أذهب هو أم نحاس أم فضة، وهل يأكل ويشرب، وممن ورث الدنيا ومن يورثها، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة وهي نسبة الله خاصة. أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المهرجاني، أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد، أخبرنا أبو القاسم ابن بنت منيع، أخبرنا جدي أحمد بن منيع، أخبرنا أبو سعد الصغاني، أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى (قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَمَدُ) قال: فالصمد الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث، (وَلَم يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد)، قال: لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء. أخبرنا أبو منصور البغدادي، أخبرنا أبو الحسن السراج، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أخبرنا سريج بن يونس، أخبرنا إسماعيل بن مخالد، عن مخالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قالوا: يا رسول الله انسب لنا ربك، فنزلت (قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ) إلى آخرها.
● [ المعوذتان ] ●
بسم اللهِ الرحمن الرحيم. قال المفسرون: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتت إليه اليهود ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه، فأعطاها اليهود فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي، ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه، ويرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن، وجعل يدور ولا يدري ما عراه، فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل، قال: طب، قال: وما طب، قال: سحر، قال: ومن سحره، قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: وبم طبه، قال: بمشط ومشاطة، قال: وأين هو، قال: في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان. والجف: قشر الطلع، والراعوفة: حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عائشة ما شعرت أن الله أخبرني بدائي، ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف، فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا وتر معقد فيه أحد عشر عقدة مغروزة بالإبر، فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل عليه السلام يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك، فقالوا: يا رسول الله أولا نأخذ الخبيث فنقتله، فقال: أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شراً. أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري، أخبرنا أحمد بن علي الموصلي، أخبرنا مجاهد بن موسى، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليتخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعل، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعا، ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه، قلت: وما ذاك يا رسول الله، قال: أتاني ملكان، وذكر القصة بطولها. رواه البخاري، عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، ولهذا الحديث طريق في الصحيحين.
تم كتاب أسباب نزول القرآن تأليف : الواحدي والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله منتديات الرسالة الخاتمة . البوابة