منتدى ميراث الرسول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حديث : سعة مغفرة الله تعالى

    avatar
    اسرة التحرير
    Admin


    عدد المساهمات : 3695
    تاريخ التسجيل : 23/01/2014

    حديث : سعة مغفرة الله تعالى Empty حديث : سعة مغفرة الله تعالى

    مُساهمة من طرف اسرة التحرير الأربعاء أبريل 23, 2014 7:47 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شرح إبن دقيق العيد للأربعين النووية
    حديث : سعة مغفرة الله تعالى
    *****************
    42- [ عن أنس رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة } رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ].
    في هذا الحديث بشارة عظيمة وحلم وكرم عظيم وما لا يحصى من أنواع الفضل والإحسان والرأفة والرحمة والامتنان، ومثل هذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته لو وجدها ).
    عن أبي أيوب رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال : " كنت ق كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول : ( لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم ) ". وقد جاءت أحاديث كثيرة موافقة لهذا الحديث.
    قوله : ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني ) هذا موافق لقوله : ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) . وقد جاء ( أن العبد إذا أذنب ثم ندم فقال أي ربي أذنبت ذنباً فاغفر لي ولا يغفر الذنوب إلا أنت قال فيقول الله تعالى علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم إني قد غفرت له ثم يفعل ذلك ثانية وثالثة فيقول الله عز وجل في كل مرة مثل ذلك. ثم يقول اعمل ما شئت فقد غفرت لك ) . يعني لما أذنبت واستغفرت.
    واعلم أن للتوبة ثلاث شروط : الإقلاع عن المعصية، والندم على ما فات، والعزم على أن لا يعود، وإن كانت حق آدمي فليبادر بأداء الحق إليه والتحلل منه، وإن كانت بينه وبين الله تعالى وفيها كفارة فلا بد من فعل الكفارة وهذا شرط رابع فلو فعل الإنسان مثل هذا في اليوم مراراً وتاب التوبة بشروطها فإن الله يغفر له.
    قوله : ( على ما كان منك ) أي من تكرار معصيتك، ( ولا أبالي ): أي لا أبالي بذنوبك.
    قوله : ( يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ) أي لو كانت أشخاصاً تملأ ما بين السماء والأرض وهذا نهاية الكثرة ولكن كرمه وحلمه سبحانه وعفوه أكثر وأعظم وليس بينهما مناسبة ولا التفضيل له هنا مدخل فتتلاشى ذنوب العالم عند حلمه وعفوه.
    قوله : ( يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) أي أتيتني بما يقارب مثل الأرض.
    قوله : ( ثم لقيتني ) أي مت على الإيمان لا تشرك بي شيئاً ولا راحة للمؤمن من دون لقاء ربه وقد قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة ) وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حسن الظن بالله من حسن عبادة الله ).
    --- [ تم بحمد الله تعالى شرح إبن دقيق العيد للأربعين النووية ] ----

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:13 pm