اسرة التحرير- Admin
- عدد المساهمات : 3695
تاريخ التسجيل : 23/01/2014
من طرف اسرة التحرير الثلاثاء مايو 27, 2014 6:12 am
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة علوم القرآن
الحجة في القراءات السبع
● [ ومن سورة النمل ] ●
قوله تعالى بشهاب قبس يقرأ بالتنوين والإضافة فالحجة لمن أضاف أنه جعل الشهاب غير القبس فأضافه أو يكون أراد بشهاب من قبس فأسقط من وأضاف أو يكون أضاف والشهاب هو القبس لاختلاف اللفظين كما قال تعالى ولدار الآخرة خير والحجة لمن نون أنه جعل القبس نعتا لشهاب فأعربه بإعرابه وأصل الشهاب كل أبيض نوري
قوله تعالى وبشرى يقرا بالتفخيم على الأصل وبالإمالة لمكان الياء ومثله فلما رآها تهتز يقرأ بالتفخيم والإمالة فأما كسر الراء والهمزة فتسمى إمالة الإمالة
قوله تعالى مالي لا أرى الهدهد ومالي لا أعبد في يس يقرآن بالتحريك والإسكان فالحجة لمن فتح أن كل اسم مكنى كان على حرف واحد مبني على حركة كالتاء في قمت والكاف في ضربك فكذلك الياء والحجة لمن أسكن أن
سورة النمل الحركة على الياء ثقيلة فأسكنها تخفيفا وهذا لا سؤال فيه وإنما السؤال على أبي عمرو لأنه أسكن في النمل وحرك في يس
وله في ذلك ثلاث حجج إحداهن ما حكى عنه أنه فرق بين الاستفهام في النمل وبين الانتفاء في يس والثانية أنه اتى باللغتين ليعلم جوازهما والثالثة أن الاستفهام يصلح الوقف عليه فأسكن له الياء كقولك ما لي وما لك والانتفاء يبنى على الوصل من غير نية وقوف فحركت الياء لهذا المعنى
قوله تعالى اوليأتيني بسلطان مبين يقرأبإظهار النونين وبالإدغام فالحجة لمن أظهر أنه أتى باللفظ على الأصل لأن الأولى نون التأكيد مشددة والثانية مع الياء اسم المفعول به والحجة لمن أدغم أنه استثقل الجمع بين ثلاث نونات متواليات فخفف بالإدغام وحذف إحداهن لأن ذلك لا يخل بلفظ ولا يحيل معنى والسلطان ها هنا الحجة
قوله تعالى فمكث غير بعيد يقرأ بضم الكاف إلا ما روي عن عاصم من فتحها وهما لغتان والاختيار عند النحويين الفتح لأنه لا يجيء اسم الفاعل من فعل يفعل بالضم إلا على وزن فعيل إلا الأقل كقولهم حامض وفاضل
قوله تعالى من سبأبنبأ يقين يقرا بالإجراء والتنوين وبترك الإجراء والفتح من غير تنوين وبإسكان الهمزة فالحجة لمن أجراه أنه جعله اسم جبل أو اسم أب للقبيلة والحجة لمن لم يجره أنه جعله اسم ارض أو امرأة فثقل بالتعريف والتأنيث والحجة لمن أسكن الهمزة أنه يقول اسم الهمزة أنه يقول هذا اسم مؤنث وهو أثقل من المذكر ومعرفة وهو أثقل من النكرة ومهموز وهو أثقل من المرسل فلما اجتمع في الاسم ما ذكرناه من الثقل خفف بالأسكان
وسئل أبو عمرو عن تركه صرفه فقال هو اسم لا أعرفه وما لم تعرفه العرب لم تصرفه
قوله تعالى الا يسجدوا يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه جعله حرفا ناصبا للفعل ولا للنفي وأسقط النون علامة للنصب ومعناه وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا لله والحجة لمن خفف أنه جعله تنبيها واستفتاحا للكلام ثم نادى بعده فاجتزأ بحرف النداء من المنادى لإقباله عليه وحضوره فأمرهم حينئذ بالسجود
وتلخيصه ألا يا هؤلاء اسجدوا لله والعرب تفعل ذلك كثيرا في كلامها قال الشاعر ... ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر ... أراد يا هذه اسلمي ودليله أنه في قراءة عبد الله هلا يسجدون وإنما تقع هلا في الكلام تحضيضا على السجود
قوله تعالى ويعلم ما يخفون وما يعلنون يقرآن بالياء والتاء وقد تقدم ذكر علله فيما مضى
قوله تعالى أتمدونني بمال يقرأبإدغام النون في النون والتشديد وإثبات الياء وصلا ووقفا وبإظهار النونين وإثبات الياء وصلا وبحذفها مع الإظهار وصلا ووقفا وقد ذكرت علله في نظائره مقدمة
قوله تعالى فما أتاني الله يقرأ بالمد والقصر وإثبات الياء وفتحها وإسكانها وحذفها وبالأمالة والتفخيم فالحجة لمن مد أنه جعله من الإعطاء وبه قرأت الأئمة والحجة لمن قصر أنه جعله من المجيء ومن أثبت الياء وفتحها كره إسكانها فتذهب لالتقاء الساكنين والحجة لمن حذفها أنه اجتزأ بالكسرة منها وقد تقدم القول في الاحتجاج لمن فخم وأمال
قوله تعالى وكشفت عن ساقيها قرأه الأئمة بإرسال الألف إلا ما قرأه ابن كثير بالهمز مكان الألف وله في ذلك وجهان أحدهما أن العرب تشبه مالا يهمز بما يهمز فتهمزه تشبيها به كقولهم حلات السويق وإنما أصله في قولهم حلات الإبل عن الحوض إذا منعتها من الشرب والآخر أن العرب تبدل من الهمز حروف المد واللين فأبدل ابن كثير من حروف المد واللين همزة تشبيها بذلك فأما همزه في صاد لقوله بالسوق فقيل كان أصله سؤوق على ما يجب في جمع فعل فلما اجتمع واوان الأولى مضمومة همزها واجتزأ بها من الثانية فحذفها
قوله تعالى لنبيتنه وأهله ثم لنقولن يقرآن بالتاء والنون فالحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد به كأن مخاطبا خاطبهم فقال تحالفوا من القسم لتبيتنه ثم لتقولن فأتى بالتاء دلالة على خطاب الحضرة واسقطت نون التأكيد واو الجمع لالتقاء الساكنين
قوله تعالى مهلك أهله يقرا بضم الميم وفتحها وبكسر اللام وفتحها وقد أتينا على علله في الكهف
قوله تعالى أنا دمرناهم يقرا بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه استأنفها بعد تمام الكلام والحجة لمن فتحها أنه جعلها متصلة بالأول من وجهين أحدهما أنه جعلها وما اتصل بها خبر كان والآخر أنه وصلها بالباء ثم أسقطها فوصل الفعل إليها
قوله تعالى أئنكم لتأتون الرجال يقرأ بهمزة وياء وبالمد وغير المد وبهمزتين وقد ذكرت علله محكمة فيما سلف
قوله تعالى إلا امرأته قدرناها يقرأ بتشديد الدال وتخفيفها وقد تقدم القول فيه
قوله تعالى قليلا ما تذكرون يقرأ بالتاء والياء وبالتشديد والتخفيف وقد ذكر آنفا
قوله تعالى بل ادارك يقرأ بقطع الألف وإسكان الدال وبوصل الألف وتشديد الدال وزيادة ألف بين الدال والراء فالحجة لمن قطع الألف أنه جعله ماضيا من الأفعال الرباعية ومنه قوله إنا لمدركون والحجة لمن وصل وشدد وزاد ألفا أن الأصل عنده تدارك ثم أسكن التاء وأدغمها في الدال فصارتا دالا شديدة ساكنة فأتى بألف الوصل ليقع بها الابتداء وكسر لام بل لذهاب ألف الوصل في درج الكلام والتقائها مع سكون الدال ومثله فادارأتم فيها قالوا اطيرنا بك وازينت وظن أهلها
قوله تعالى أئذا كنا ترابا وآباؤنا مذكور فيما تقدم
فأما قوله أئنا يقرا بالاستفهام والإخبار فالحجة لمن استفهم أنه أراد أإنا بهمزتين فقلب الثانية ياء لانكسارها تخفيفا لها والحجة لمن أخبر أنه أراد إننا فاستثقل الجمع بين ثلاث نونات فحذف إحداهن تخفيفا ثم أدغم النون في النون للماثلة والحجة لمن أظهر النونات في الإخبار أنه أتى بالكلام على أصله ووفاه ما أوجبه المعنى له فأما الاسم المكنى ففي موضع نصب بإن في كل الوجوه
قوله تعالى ولا تسمع الصم يقرأبالياء مفتوحة ورفع الصم وبالتاء مضمومة ونصب الصم وقد بين الوجه في ذلك مشروحا في سورة الأنبياء فإن قيل فأي حجة تثبت عليهم إذا كانوا صما فقل هذا مثل وإنما نسبوا إلى الصمم لأن الرسول عليه السلام لما وعظهم فتكبروا عن الوعظ ومجته آذانهم ولم ينجح فيهم كانوا بمنزلة من لم يسمع ألا ترى إلى قول الشاعر : أصم عما ساءه سميع
قوله تعالى ولا تكن في ضيق يقرا بفتح الضاد وكسرها وقد ذكر فيما سلف
قوله تعالى بهادي العمي يقرأبالياء واسم الفاعل مضافا وخفض العمي وبالتاء مكان الباء علامة للمضارعة ونصب العمي فالحجة لمن أدخل الباء أنه شبه ما بليس فأكد بها الخبر فإن أسقط الباء كان له في الاسم الرفع والنصب والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله فعلا مضارعا لاسم الفاعل لأنه ضارعه في الإعراب وقام مقامه في الحال فأعطي الفعل بشبهه الإعراب وأعطي اسم الفاعل بشبهه الإعمال
والفعل ها هنا مرفوع باللفظ في موضع نصب بالمعنى والعمي منصوبون بتعديه إليهم وعلى هذا تأتي الحجة في سورة الروم إلا في الوقف فإن الوقف ها هنا بالياء وفي الروم بغير ياء اتباعا لخط السواد
قوله تعالى تكلمهم أن الناس يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الكلام تاما عند قوله تكلمهم ثم ابتدأإن مستأنفا فكسر والحجة لمن فتح أنه أعمل تكلمهم في أن بعد طرح الخافض فوصل الفعل إليها فموضعها على هذا نصب بتعدي الفعل إليها في قول البصريين ونصب بفقدان الخافض في قوله الفراء وخفض في قول الكسائي وإن فقد الخافض
قوله تعالى وكل أتوه يقرأ بالمد وضم التاء وبالقصر وفتح التاء فالحجة لمن مد أنه جعله جمعا سالما ل آت وأصله آتونه فسقطت النون لمعاقبة الإضافة فالهاء في موضع خفض والحجة لمن قصر أنه جعله فعلا ماضيا بمعنى جاء والواو دالة على الجمع والرفع والتذكير والهاء في موضع نصب بتعدي الفعل إليها
فإن قيل لم اختص ما يعقل بجمع السلامة دون ما لا يعقل فقل لفضيلة ما يعقل على ما لا يعقل فضل في اللفظ بهذا الجمع كما فضل بالأسماء الأعلام في المعنى وحمل ما لا يعقل في الجمع على مؤنث ما يعقل لأن المؤنث العاقل فرع على المذكر والمؤنث مما لا يعقل فرع على المؤنث العاقل فتجانسا بالفرعية فاجتمعا في لفظ الجمع بالألف والتاء
قوله تعالى بما يفعلون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه من مشاهدة الحضرة والغيبة
قوله تعالى من فزع يومئذ يقرأ بالتنوين والنصب وبالأضافة وكسر الميم وفتحها معا وقد ذكر علله في آخر المائدة بما يغني عن إعادة القول فيه
قوله تعالى وما ربك بغافل عما يعملون يقرأ بالياء والتاء وقد ذكرت علله في عدة مواضع
● [ ومن سورة القصص ] ●
قوله تعالى ونرى فرعون وهامان وجنودهما يقرأ بالنون والنصب وبالياء والرفع فالحجة لمن قرأه بالنون والنصب أنه رده على قوله تعالى ونريد أن نمن و أن نرى فأتى بالكلام على سنن واحد ونصب فرعون ومن بعده بتعدي الفعل إليهم والله هو الفاعل بهم عز و جل لأنه بذلك أخبر عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه استأنف الفعل بالواو ودل الإخبار عن فرعون ونسب الفعل إليه فرفعه به وعطف من بعده بالواو عليه
قوله تعالى وحزنا يقرأ بضم الحاء وإسكان الزاي وبفتحهما معا وقد تقدمت الحجة فيه فيما سلف مستقصاة
قوله تعالى حتى يصدر الرعاء يقرأبفتح الياء وضم الدال وبضم الياء وكسر الدال وبإشمام الصاد الزاي وخلوصها صادا فالحجة لمن ضم الياء أنه جعله فعلا هم فاعلوه يتعدى إلى مفعول معناه حتى يصدر الرعاء مواشيهم والحجة لمن فتح الياء أنه جعله فعلا لهم غير متعد إلى غيرهم والحجة لمن أشم الصاد الزاي أنه قربها بذلك من الدال لسكون الصاد ومجيء الدال بعدها
والرعاء بكسر الراء والمد جمع راع وفيه وجهان آخران راعون على السلامة ورعاة على التكسير وهو جمع مختص به الاسم المعتل فأصله عند البصريين رعية
سورة القصص انقلبت ياؤه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأصله عند الكوفيين رعى فحذفوا حرفا كراهية للتشديد وألحقوا الهاء عوضا مما حذفوا فانقلبت الياء ألفا لأن ما قبل الهاء لا يكون إلا مفتوحا
قوله تعالى أو جذوة من النار يقرأ بكسر الجيم وفتحها وضمها وهن لغات كما قالوا في اللبن رغوة ورغوة ورغوة والكسر أفصح ومعنى الجذوة عود في رأسه نار
قوله تعالى من الرهب يقرأ بضم الراء وفتحها وبفتح الهاء وإسكانها فقيل هن لغات ومعناهن الفزع والجناح من الإنسان اليد
والمعنى إنه لما ألقى العصا فصارت جانا فزع منها فأمر بضم يده إلى أضلاعه ليسكن من روعه
وقيل الرهب ها هنا الكم تقول العرب أعطني ما في رهبتك فإن صح ذلك فإسكانه غير واجب لأن العرب تسكن المضموم والمكسور ولا تسكن المفتوح ألا ترى إلى حكاية الاصمعي عن أبي عمرو وقال قلت له أنت تميل في قراءتك إلى التخفيف فلم لم تقرأيدعوننا رغبا ورهبا بالإسكان فقال لي ويلك أجمل أخف أم جمل
قوله تعالى فذانك برهانان يقرأ بتشديد النون وتخفيفها قد ذكرت علله في سورة النساء
فأما البرهانان فاليد البيضاء من غير سوء أي من غير برص والعصا المنقلبة جانا
وأما قوله ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فقيل خمس في الأعراف قوله فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد والعصا وحل عقد لسانه وفلق البحر له ولأمته
قوله تعالى ردءا يصدقني يقرأ بإسكان الدال وتحقيق الهمزة وبفتح الدال وتخفيف الهمزة فالحجة لمن حقق أنه أتى بالكلام على أصله ومعناه العون والحجة لمن خفف أنه نقل حركة الهمزة إلى الدال فحركها ولين الهمزة تخفيفا
فأما يصدقني فأجمع على جزمه خمسة من الأئمة جوابا للطلب ورفعه حمزة وعاصم ولهما فيه وجهان أحدهما أنهما جعلاه صلة للنكرة والثاني أنهما جعلاه حالا من الهاء وقد ذكر ذلك مشروحا في اول سورة مريم
قوله تعالى وقال موسى ربي أعلم يقرأ بإثبات الواو وحذفها فالحجة لمن أثبتها أنه رد بها القول على ما تقدم من قولهم والحجة لمن حذفها أنه جعل قول موسى منقطعا من قولهم
قوله تعالى ومن تكون له عاقبة الدار يقرأ بالياء والتاء والحجة فيه ما قدمناه في امثاله
قوله تعالى لا يرجعون يقرأبضم الياء على معنى يردون وبفتحها على معنى يصيرون
قوله تعالى ساحران تظاهرا يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها أنهم كنوا بذلك عن موسى ومحمد عليهما السلام والحجة لمن طرحها أنه أراد كنايتهم بذلك عن التوراة والفرقان
قوله تعالى تجى إليه يقرأبالياء والتاء على ما بيناه آنفا قوله تعالى لخسف يقرأ بضم الخاء ادلالة على بناء ما لم يسم فاعله وبفتحها دلالة على الإخبار بذلك عن الله عز و جل ومعنى قوله ويك أنه ألم تر أنه وفيها وجهان فأهل البصرة يختارون الوقف على وي لأنها عندهم كلمة حزن ثم يبتدئون كأنه وأهل الكوفة يختارون وصلها لأنها عندهم كلمة واحدة أصلها ويلك أنه فحذفت اللام ووصلت بقوله أنه
● [ ومن سورة العنكبوت ] ●
قوله تعالى أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالتاء أنه أراد معنى المواجهة بالخطاب لما أنكروا البعث والنشور فقيل لهم فإنكاركم لابتداء الخلق أولى بذلك فإما أن تنكروهما جميعا أو تقروا بهما جميعا والحجة لمن قرأه بالياء فعلى طريق الغيبة والبلاغ لهم
فأما قوله يبدئ فيقرأ بضم الياء وكسر الدال وبفتح الياء والدال معا فالحجة لمن ضم أنه أخذه من أبدأ ومن فتح أخذه من بدأ وهما لغتان
قوله تعالى النشأة يقرأ بالمد والقصر والهمز فيهما والقول في ذلك كالقول في رأفة فإسكانها كقصرها وحركتها كمدها وهي في الوجهين مصدر
قوله تعالى مودة بينكم يقرأ بالإضافة والرفع معا والنصب وبالتنوين والرفع معه والنصب فالحجة لمن رفع مع الإضافة أنه جعل إنما كلمتين منفصلتين إن الناصبة وما بمعنى الذي واتخذتم صلة ما وفي اتخذتم ها محذوفة تعود على الذي واوثانا مفعول به ومودة خبر إن وتلخيصه إن الذي اتخذتموه أوثانا موده بينكم ومثله قول الشاعر
سورة العنكبوت ... دريني إنما خطئي وصوبي ... علي وإنما أهلكت مال ...
وله في الرفع وجه آخر أن يرفع قوله مودة بالابتداء لأن الكلام قد تم عند قوله أوثانا وقوله في الحياة الدنيا الخبر والحجة لمن نصب أنه جعل المودة مفعول اتخذتم سواء أضاف أو نون وجعل إنما كلمة واحدة أو جعل المودة بدلا من الاوثان ومن نصب بينكم مع التنوين جعله ظرفا ومن خفضه مع الإضافة جعله اسما بمعنى وصلكم وقد ذكر ذلك في الأنعام
قوله تعالى ولوطا إذ قال لقومه أئنكم لتأتون الفاحشة أئنكم لتأتون الرجال يقرآن معا بالاستفهام ويقرأ الأول بالاخبار والثاني بالاستفهام وبتحقيق الهمزتين معا وبتحقيق الأولى وتليين الثانية وقد تقدم من القول في تعليله ما يغني عن إعادته
قوله تعالى لننجينه وأهله وإنا منجوك وأهلك يقرآن بالتشديد والتخفيف وبتشديد الأول وتخفيف الثاني فالحجة في ذلك كله ما قدمناه من أخذ المشدد من نجى وأخذ المخفف من أنجى ومثله قوله إنا منزلون يقرأ بالتشديد والتخفيف
قوله تعالى إن الله يعلم ما يدعون يقرأ بالياء والتاء على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى لولا أنزل عليه آية يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لن وحد أنه اجتزأ بالواحد من الجمع لأنه ناب عنه وقام مقامه والحجة لمن جمع أنه أتى باللفظ على حقيقته ودليله قوله بعد ذلك إنما الآيات عند الله
قوله تعالى ويقول ذوقوا يقرأ بالنون والياء وهما إخبار عن الله عز و جل فالنون إخباره تعالى عن نفسه والياء إخبار نبيه عليه السلام عنه
قوله تعالى يا عباد الذين آمنوا ها هنا يا عباد الذين أسرفوا في الزمر يقرآن بإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه أتى بالكلام على أصله لأن أصل كل ياء الإثبات والفتح لالتقاء الساكنين والحجة لمن أسكنها وحذفها لفظا أنه اجتزأ بالكسرة منها وحذفها لأن بناء النداء على الحذف والاختيار لمن حرك الياء بالفتح أن يقف بالياء لأنها ثابتة في السواد فأما قوله يا عبادي لا خوف عليكم فيأتي في موضعه إن شاء الله
قوله تعالى إن أرضي واسعة أجمع القراء على إسكانها إلا ابن عامر فإنه فتحها على الأصل
قوله تعالى ثم إلينا يرجعون يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه من القول في أمثاله
قوله تعالى لنبوئنهم يقرأبالنون والباء وبالنون والثاء ومعناهما قريب فالحجة لمن قرأ بالنون والباء أنه أراد لننزلنهم من الجنة غرفا ودليله قوله والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم والحجة لمن قرأ بالنون والثاء أنه أراد النزول والإقامة ومنه قوله وما كنت ثاويا في أهل مدين
قوله تعالى وليتمتعوا يقرأ بإسكان اللام وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه جعلها لام وعيد في لفظ الأمر كقوله اعملوا ما شئتم
ولمن كسر وجهان أحدهما أن تكون لام الوعيد أجراها على أصلها فكسرها مع الواو والآخر أن تكون لام كي مردودة بالواو على قوله ليكفروا بما آتيناهم فيكون الفعل بها منصوبا وبالأولى مجزوما
● [ ومن سورة الروم ] ●
قوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا يقرا بنصب عاقبة ورفع السوءى وبرفع عاقبة ونصب السوءى وبالتفخيم في السوءى والإمالة على ما قدمناه من الاحتجاج في أمثاله
ووزن السوءى فعلى من السوء وهي ها هنا العذاب وقوله أن كذبوا في موضع نصب لأنه مفعول له معناه لكذبهم
قوله تعالى ثم إليه ترجعون يقرأ بالياء والتاء والفتح والضم وقد تقدم ذكر معناه
قوله تعالى لآيات للعالمين يقرأ بفتح اللام وكسرها فالحجة لن فتح أنه جعله جمع عالم والعالم يحتوي على كل المخلوقات من إنس وجان وجماد وحيوان والحجة لمن كسر أنه جعله جمع عالم لأن العالم أقرب إلى الاعتبار من الجاهل ودليله قوله وما يعقلها إلا العالمون
فإن قيل فما وجه دخول الحيوان والجماد في جملة من يعتبروهما لا يعقلان ذلك فقل إن اللفظ وإن كان عاما فالمراد به الخاص ممن يعقل ودليله قوله تعالى وهو فضلكم على العالمين جاء التفسير أنه اراد عالم أهل زمانكم من الرجال والنساء
سورة الروم
قوله تعالى وكذلك تخرجون يقرأ بفتح التاء وضم الراء وبضم التاء وفتح الراء فالحجة لمن فتح التاء أنه جعله الفعل لهم والحجة لمن ضم أنه جعله لما لم يسم فاعله
قوله تعالى وما آتيتم من ربا يقرأ بالمد من الإعطاء ودليله إجماعهم على مد قوله بعده وما آتيتم من زكاة إلا ما روي عن ابن كثير من القصر يريد به معنى المجيء
قوله تعالى ليربوا في أموال الناس أجمع القراء على قراءته بالياء وفتح الواو لأنه فعل مضارع دخلت عليه لام كي والربا فاعله إلا ما انفرد به نافع من التاء في موضع الياء مضمومة وإسكان الواو لأنه جعل التاء دليلا للخطاب وضمها لأنها من أربى وأسكن الواو لأنها للجمع وجعل علامة النصب سقوط النون وحمله على ذلك كتابتها في السواد بألف بعد الواو
قوله تعالى كسفا يقرا بإسكان السين وفتحها وقد ذكرت علته في سورة بني إسرائيل
قوله تعالى إلى آثار رحمة الله يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أكتفى بالواحد من الجمع لنيابته عنه ودليله قوله هم أولاء على أثري ولم يقل آثاري والحجة لمن جمع أنه أراد به أثار المطر في الأرض مرة بعد مرة والمراد بهذا من الله عز و جل تعريف من لا يقر بالبعث ولا يوقن بحياة بعد موت فأراهم الله تعالى إحياء بعد موت ليعرفوا ما غاب عنهم بما قد شاهدوه عيانا فتكون أبلغ في الوعظ لهم وأثبت للحجة عليهم
قوله تعالى ولا تسمع الصم الدعاء يقرأ بفتح التاء والرفع وبضمها والنصب وقد ذكرت علله آنفا
قوله تعالى من ضعف يقرأ بضم الضاد وفتحها وقد ذكر وجهه في الأنفال
قوله تعالى لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم يقرأبالياء والتاء على ما ذكر في أمثاله
قوله تعالى ليذيقهم بعض الذي عملوا أجمع القراء فيه على الياء إلا ما رواه قنبل عن ابن كثير بالنون يخبر بذلك الله عز و جل عن نفسه بنون الملكوت
● [ ومن سورة لقمان ] ●
قوله تعالى هدى ورحمة أجمع القراء على نصبهما على الحال أو القطع من الآيات لأنها معرفة والهدى والرحمة نكرتان وقد تم الكلام دونهما إلا ما قرأه حمزة بالرفع وله في ذلك وجوه أحدها أن يكون هدي مرفوعة بالابتداء ورحمة معطوفة عليها للمحسنين الخبر والثاني أن يكون بدلا من قوله آيات الكتاب هدى ورحمة لأن آيات الكتاب كذلك هي أو يكون أضمر لها مثل ما أظهر للآيات فرفعها بذلك لأن الآيات جامعة للهدى والرحمة
قوله تعالى ويتخذها يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله يشتري
والوجه أن يضمر لها هو لأن الهاء والألف كناية عن السبيل والحجة لمن نصب أنه رده على قوله ليضل عن سبيل الله وليتخذها هزوا
قوله تعالى يا بني لا تشرك بالله يا بني إنها يا بني أقم الصلاة يقرأن بالتشديد وكسر الياء وفتحها وبالتخفيف والإسكان فالحجة لمن شدد وكسر أنه أراد يا بنيي بثلاث ياءات الأولى ياء التصغير والثانية أصلية وهي لام الفعل والثالثة ياء الإضافة إلى النفس فحذف الأخير اجتزاء بالكسر منها وتخفيفا للاسم لما اجتمع فيه ثلاث ياءات
ولمن فتح الياء مع التشديد وجهان أحدهما أنه أراد يابنياه فرخم فسقطت الألف والهاء للترخيم لأنهما زائدتان فالألف زيدت لبعد الصوت والهاء للسكت فبقي الاسم على الفتح الذي كان عليه قبل الترخيم
والثاني أنه شبه هذه الياء لما رآها مشددة ومعها ياء الإضافة بياء الاثنين إذا أضيفت إليها ففتحها كما فتحوا قوله إحدى ابنتي هاتين
فإن قيل فما الفرق بين قولك ابنتي وبين قولك يا بني وكلاهما مضاف إلى النفس بالياء الشديدة فقل الفرق بينهما لطيف فاعرفه وذلك أن الياء في قولك ابنتي ساكنة طبعا لأنها بدل من الألف التي لا يمكن الحركة فيها بوجه ثم يدخل ياء الإضافة لأن النون تذهب لمعاقبتها لها والأصل في ياء الإضافة الحركة فكان الفتح أولى بها ففتحت لذلك وأدغمت فيها ياء التثنية لسكونها فهذا وجه الفتح في الياء المضاف إليها التثنية
وأما وجه كسر الياء في قولك يا بني فإن وزن ابن كوزن حصن فإذا قلت في التصغير حصين كان كقولك بني فاجتمع فيه ياء التصغير وياء الأصل التي هي لام الفعل وكان الإعراب عليها جاريا كما جرى على النون من حصين ثم دخلت عليها ياء الإضافة فاجتذبت الياء الشديدة لقوتها إلى الكسر لأن من شرطها أن تزيل الاعراب عما وليته وترده إلى الكسر كقولك حصيني فتسقط ياء الإضافة في بني لكثرة الياءات فتبقى كقولك حصين بكسر النون وسقوط الياء فأنت الآن تعلم ضرورة أن الياء من حصين ساكنة وهي ياء التصغير ومثلها في قولك بني والنون المكسورة في قولك حصين مثلها ياء الأصل في بني وهي مكسورة كالنون لتدل بالكسر على ياء الإضافة الساقطة فهذا تلخيص الفرق بين ياء الإضافة في التصغير والتثنية والدلالة على فتح الياء في التثنية وكسرها في التصغير وأما الحجة لمن خفف الياء وأسكن فإنه صغر ولم يضف فلما اجتمع في آخر الاسم ياءان حذف إحداهما وبقي الأولى وهي ياء التصغير على سكونها فأجحف بالاسم ولو أتى به منادى على أصل المواجهة لقال يا بني لأنه نداء مفرد
قوله تعالى ولا تصاعر خدك يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر في أمثاله ما يغني عن إعادته ومعنى قوله لا تصاعر خدك أي لا تمل بوجهك ولا تعرض تكبرا وأصله من الصعر وهو داء يصيب البعير فيلتوي له عنقه
قوله تعالى إن تك مثقال حبة أجمع القراء على نصب مثقال إلا نافعا فإنه رفعه والحجة لمن له أنه جعل كان مما حدث ووقع ولا خبر لها إذا كانت كذلك
قوله تعالى وأسبغ عليكم نعمة يقرأ بالجمع والإضافة وبالتوحيد فالحجة لمن جمع أنه أراد بذلك جميع النعم التي ينعم الله بها على عباده ودليله قوله شاكرا لأنعمه فالهاء ها هنا كناية عن اسم الله عز و جل والحجة لمن وحد أنه أراد نعمة الإسلام لأنها جامعة لكل النعم وما سواها يصغر في جنبها فالهاء ها هنا علامة للتأنيث فأما قوله ظاهرة وباطنة فالظاهرة نعمة الإسلام والباطنة ستر الذنوب
قوله تعالى والبحر يمده يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على ما قبل دخول إن عليها أو استأنفه بالواو كما قال يغشى طائفة منكم وطائفة والحجة لمن نصب أنه رده على اسم إن
فإن قيل فإن من شرط أبي عمرو أن يرفع المعطوف على إن بعد تمام الخبر كقوله والساعة لا ريب فيها فقل حجته في ذلك أن لو تحتاج إلى جواب يأتي بعد الابتداء والخبر فكان المعطوف عليها كالمعطوف على إن قبل تمام خبرها والدليل على ذلك أن تمام الخبر هاهنا في قوله ما نفدت كلمات الله وهذا أدل دليل على دقة تمييز أبي عمرو ولطافة حذقه بالعربية
قوله تعالى بما يعملون خبير إجماع القراء على التاء إلا ما رواه عياش عن أبي عمرو بالياء ولم يروه اليزيدي
● [ ومن سورة السجدة ] ●
قوله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه يقرأبإسكان اللام وفتحها فالحجة لمن أسكن أنه أراد الذي جعل عباده يحسنون خلق كل شيء ويحتمل أن يكون أراد المصدر فكأنه قال الذي أحسن كل شيء خلقا وابتداء والحجة لمن فتح أنه أراد الفعل الماضي والهاء المتصلة به في موضع نصب لأنها كناية عن مفعول به ومعناه أنه أحسن خلق كلا شيء خلقه فكونه على إرادته ومشيئته فله في كلا شيء صنعة حسنة تدل بأثارها على وحدانيته وحكمته ودليل ذلك قوله تعالى إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها وعليها الحسن والقبيح
قوله تعالى أئذا ضللنا في الأرض أئنا يقرا بالاستفهام والإخبار وقد تقدم ذكره
قوله تعالى ما أخفى لهم أجمع القراء على فتح الياء إلا حمزة فإنه أسكنها فالحجة لمن فتح أنه جعلها فعلا ماضيا لما لم يسم فاعله وألفه ألف قطع والحجة لحمزة أنه جعله إخبارا عن المتكلم فأسكن الياء علامة للرفع
سورة الأحزاب
قوله تعالى لما صبروا يقرأبفتح اللام والتشديد وبكسرها والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد حين صبروا ووقت صبروا ودليله قولك ولاك السلطان لما صبرت والحجة لمن خفف أنه أراد لصبرهم لأنه جعل ما مع صلتها بمعنى المصدر وما في قراءة من شدد في موضع نصب على الظرف
● [ ومن سورة الأحزاب ] ●
قوله تعالى بما يعملون خبيرا يقرأبالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أتبع آخر الكلام أوله ودليله قوله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان بما يعملون خبيرا والحجة لمن قرأه بالتاء أنه جعله خطابا من الرسول عليه السلام لهم في حال الحضور
قوله تعالى اللائي يقرأبهمزة مكسورة من غير ياء وبكسرة الياء من غير همز ولا إتمام ياء وبهمزة مكسورة ممدودة وهذه كلها لغات في جمع التي فالحجة لن همز وكسر من غير ياء أنه أجتزا بالهمزة من الياء والحجة لمن كسر من غير همز ولا ياء أنه خفف الاسم وجمع بين ساكنين وسهل ذلك عليه أن الأول حرف مد ولين فالمد الذي فيه يقوم مقام الحركة والحجة لمن همز ومد أنه أتى بالكلمة على أصل ما وجب لها
قوله تعالى تظاهرون يقرأبإثبات الألف وتشديد الظاء وبالتخفيف مع فتح التاء وضمها وبحذف الألف وتشديد الظاء فالحجة لمن شدد أنه أراد تتظاهرون فأسكن التاء الثانية وإدغمها في الظاء فشدد لذلك والحجة لمن خفف وضم التاء أنه أخذه من ظاهر ثم تظاهرون ولمن فتح أنه أراد تتظاهرون فأسقط إحدى التاءين وقد ذكر الخلف في أيهما الساقط والحجة لمن حذف الألف وشدد الظاء أنه أخذه من تظهر ثم تتظهرون فأسكن التاء وادغمها في الظاء فشددها وبقيت
سورة الأحزاب الهاء على ما كانت عليه من التشديد ومعناه أن الرجل كان في الجاهلية إذا قال لامرأته أنت علي كظهر أمي حرمت عليه فجعل الله فيها على المسلم الكفارة
قوله تعالى الظنونا و الرسولا و السبيلا يقرأن بإثبات الألف وصلا ووقفا وبحذفها وصلا ووقفا وبإثباتها وقفا وطرحها وصلا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه اتبع خط المصحف لأنها ثابتة في السواد وهي مع ذلك مشاكلة لما قبلها من رؤوس الآي وهذه الألفات تسمى في رؤوس أبيات الشعر قوافي وترنما وخروجا والحجة لمن طرحها أن هذه الألف إنما تثبت عوضا من التنوين في الوقف ولا تنوين مع الألف واللام في وصل ولا وقف والحجة لمن أثبتها وقفا وحذفها وصلا أنه اتبع الخط في الوقف وأخذ بمحض القياس في الوصل على ما أوجبته العربية فكان بذلك غير خارج من الوجهين
قوله تعالى وكان الله بما يعملون بصيرا يقرأبالياء والتاء على ما ذكرنا في أول السورة
قوله تعالى لا مقام لكم يقرا بضم الميم وفتحها وقد تقدم ذكر الأحتجاج عليه آنفا
قوله تعالى لأتوها يقرأ بالمد من الإعطاء وبالقصر من المجيء وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى أسوة يقرأ بكسر الهمز وضمها وهما لغتان كما قالوا رشوة ورشوة
قوله تعالى يضعف لها العذاب يقرأبتشديد العين وفتحها وكسرها ويضاعف بالياء والنون وإثبات الألف والتخفيف فالحجة لمن قرأه بالياء والتشديد مع الفتح أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وحذف الألف لقوله ضعفين ودليله قول العرب ضعفت لك الدرهم مثليه والحجة لمن قرأه بالنون والتشديد وكسر العين أنه جعله فعلا أخبر به عن الله تعالى كإخباره عن نفسه ونصب العذاب بوقوع الفعل عليه كما رفعه في الأول بما لم يسم فاعله والحجة لمن خفف وأثبت الألف مع الياء أنه أخذه من ضوعف يضاعف وهو فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن قرأه بالنون وإثبات الألف مع التخفيف أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه
قوله تعالى وتعمل صالحا يقرأبالتاء والياء فالتاء على المعنى لأنه اسم لمؤنث والياء للفظ من لأنه مذكر لفظا ومن تكون اسما لواحد وجمع ولمذكر ومؤنث
قوله تعالى نؤتها أجرها يقرأ بالنون والياء فالحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله من إخبار رسوله عنه
قوله تعالى وقرن في بيوتكن يقرأ بكسر القاف وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعله من الوقار والحجة لمن فتح أنه جعله من الاستقرار
قوله تعالى أن تكون لهم الخيرة يقرأ بالياء والتاء وقد ذكر الوجه في ذلك آنفا
قوله تعالى وخاتم النبيين يقرأ بكسر التاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد اسم الفاعل من قولك ختم النبيين فهو خاتمهم ودليله قراءة عبد الله وختم النبيين والحجة لمن فتح أنه أخذه من الخاتم الملبوس لأنه جمال وفيه أربع لغات خاتم وخاتم وخاتام وخيتام
قوله تعالى من قبل أن تمسوهن يقرأ بالتاء مضمومة وإثبات الألف وبفتح التاء وطرح الألف وقد ذكرت علله في البقرة مستقصاة
قوله تعالى ترجى من تشاء يقرأ بتحقيق الهمزة وإعراب الياء وبحذفه وإرسال الياء وقد ذكر
قوله تعالى لا تحل لك النساء إجماع القراء على الياء إلا ما روي عن أبي عمرو من التاء فيه يريد لا يحل لك شيء من النساء
قوله تعالى غير ناظرين إناه يقرأ بإشباع الضمة وإلحاقها واوا وباختلاس حركة الصنم فيها وقد مضى القول فيه مع أمثاله
قوله تعالى إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا يقرأ بالجمع ويجمع الجمع فالحجة لمن قرأه بالجمع أنه لما جاء بعده كبراء وهو جمع كبير وجب أن يكون الذي قبله سادة وهو جمع سيد ليوافق الجمع في المعنى والحجة لمن قرأه بجمع الجمع أن السادة كانوا فيهم أكبر من الكبراء فأبانوهم منهم بجمع يتميزون به عنهم
قوله تعالى وألعنهم لعنا كثيرا بالثاء والباء وقد ذكرت علله في البقرة
● [ ومن سورة سبأ ] ●
قوله تعالى عالم الغيب يقرأ علام الغيب وعالم الغيب بالخفض وعالم بالرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا لقوله بلى وربي لأنه مخفوض بواو القسم فأما علام فهو أبلغ في المدح من عالم وعليم ودليله قوله في آخرها قل إن ربي
سورة سبأ يقذف بالحق علام الغيوب وقيل بل شدد دلالة على التكثير لأنه مضاف إلى جمع والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف معناه هو عالم الغيب
قوله تعالى لا يعزب يقرأ بضم الزاي وكسرها وقد ذكر
قوله تعالى من رجز أليم يقرأ بالخفض والرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا للرجز والحجة لمن رفع أنه جعله وصفا لقوله لهم عذاب ومعنى أليم مؤلم موجع
قوله تعالى إن نشأ نخسف أو نسقط يقرآن بالنون والياء فالحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن ذاته والحجة لمن قرأ بالياء أنه جعله من إخبار النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه عز و جل واتفق القراء على إظهار الفاء عند الباء إلا ما قرأه الكسائي مدغما وحجته أن مخرج الباء من الشفتين ومخرج الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى فاتفقا في المخرج للمقاربة إلا أن في الفاء تفشيا يبطل الإدغام فأما إدغام الباء في الفاء فصواب
قوله تعالى ولسليمان الريح اتفاق القراء على نصب الريح إلا ما رواه أبوبكر عن عاصم بالرفع فالحجة لمن نصب إضمار فعل معناه وسخرنا لسليمان الريح فأما الحجة لعاصم فإنه رفعه بالابتداء ولسليمان الخبر
قوله تعالى كالجوابي اتفق القراء على حذف الياء في الوقف إلا ابن كثير فإنه أثبتها على الأصل
قوله تعالى تأكل منسأته يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه اتى باللفظ على أصل الاشتقاق لأن العصا سميت بذلك لأن الراعي ينسئ بها الإبل عن الحوض أي يؤخرها والحجة لمن ترك الهمز أنه أراد التخفيف
قوله تعالى لقد كان لسبأ في مساكنهم يقرأ سبأ بالإجراء وتركه وقد ذكرت علله في سورة النمل وفي مساكنهم يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه اجتزأ بالتوحيد من الجمع والحجة لمن جمع أنه جعل كل موضع منهما مسكنا
قوله تعالى ذواتي أكل خمط أجمع القراء فيه على التنوين إلا أبا عمرو فإنه أضاف فالحجة لمن نون أنه جعل الخمط والأثل بدلا من الأكل وهو هو في المعنى ولذلك كرهوا إضافته لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه والحجة لأبي عمرو أنه جعل الأكل أشياء كثيرة والخمط جنسا من المأكولات فأضاف كما يضيف الأنواع إلى الأجناس والخمط ثمر الأراك فأما أكل فيقرأ بضم الكاف على الأصل وإسكانها تخفيفا
قوله تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم أجمع القراء على ضم الفاء دلالة على بناء ما لم يسم فاعله إلا ابن عامر فإنه فتحها دلالة على بناء الفعل للفاعل وهو الله عز و جل ومعنى ذلك أن الملائكة لما سمعت صليل الوحي إلى محمد صلى الله عليه و سلم بعد الفترة التي كانت بينه وبين عيسى عليه السلام فزعت له خوفا من قيام الساعة فقالوا ماذا قال ربكم فأجيبوا قالوا الحق أي قال ربكم الحق
قوله تعالى وهل يجازى إلا الكفور يقرأبالياء وفتح الزاي وبالنون وكسر الزاي فالحجة لمن قرأه بالياء والفتح أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله فرفع لذلك الكفور والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الفعل لله عز و جل وعداه إلى الكفور فنصبه به
وهل يجيء في الكلام على أربعة أوجه يكون جحدا كقوله وهل يجازى إلا الكفور ودليل ذلك مجيء التحقيق بعدها وتكون استفهاما كقوله هل يسمعونكم إذ تدعون ويكون أمرا كقوله فهل أنتم منتهون ويكون بمعنى قد كقوله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر
قوله تعالى ربنا بعد بين أسفارنا يقرأ بتشديد العين وكسرها من غير ألف وبالتخفيف وإثبات الألف بين الباء والعين فالحجة لمن شدد أنه أراد التكرير يعني بعد بعد وهو ضد القرب والحجة لمن أدخل الألف وخفف أنه استجفى أن يأتي بالعين مشددة فأدخل الألف وخفف كقوله تعالى عقدتم و عاقدتم وقد ذكرت علله هناك بأبين من هذا وهما في حال التشديد والتخفيف عند الكوفيين مجزومان بلام مقدرة حذفت مع حرف المضارعة وعند البصريين مبنيا على معنى الطلب بلفظ الأمر على ما وجب للفعل في الأصل
قوله تعالى ولقد صدق عليهم إبليس ظنه يقرأ بتشديد الدال وتخفيها ومعناهما قريب وذلك أن إبليس لعنه الله قال ولآمرنهم فليبتكن آذان الآنعام ظانا لذلك لا متيقنا فلما تابعه عليه من سبقت له الشقوة عند الله عز و جل صدق ظنه عليهم
قوله تعالى إلا لمن أذن له يقرأ بضم الهمزة دلالة على ما لم يسم فاعله ونصبها إخبارا بالفعل عن الله عز و جل
قوله تعالى وهم في الغرفات يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أجتزأ بالواحد عن الجمع كقوله تعالى والملك على ارجائها يريد به الملائكة والحجة لمن جمع قوله تعالى لهم غرف من فوقها غرف وكل صواب اللفظ قريب المعنى
قوله تعالى وأنى لهم يقرأبالتفخيم على الأصل وبالإمالة لمكان الياء وبين بين تعديلا بين اللغتين
قوله تعالى التناوش يقرأبتحقيق الهمز وإبداله فالحجة لمن همز أنه أراد التباعد والحجة لمن ترك الهمز أنه اراد التناول وأنشد لرؤبة في الهمز الذي هو بمعنى البعد قوله ... كم ساق من دار امرئ جحيش ... إليك نأش القدر النؤوش ...
وأنشد لغيره في ترك الهمز الذي هو بمعنى التناول قوله ... فهي تنوش الحوض نوشا من علا ... نوشا به تقطع أجواز الفلا
● [ من سورة فاطر ] ●
قوله تعالى هل من خالق غير الله يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع أنه أراد هل غير الله من خالق أو يجعله نعتا لخالق قبل دخول من أو يجعل هل بمعنى ما وغيرا بمعنى إلا كقوله ما لكم من إله غيره والحجة لمن خفض أنه جعله نعتا لخالق أراد هل من خالق غير الله يرزقكم
قوله تعالى كذلك يجزي كل كفور يقرا بضم الياء وفتح الزاي والرفع وبالنون مفتوحة وكسر الزاي والنصب فالحجة لمن ضم أنه دل بالفعل على بنائه لما لم يسم فاعله فرفع ما أتى بعده به والحجة لمن قرأه بالنون والفتح أنه أراد حكاية ما أخبر الله عز و جل عن نفسه ونصب قوله كل كفور بتعدي الفعل إليه
قوله تعالى يدخلونها يقرا بفتح الياء وضم الخاء وبضم الياء وفتح الخاء فالحجة لمن قرأه بفتح الياء أنه جعل الدخول فعلا لهم والتحلية إلى غيرهم ففرق بين الفعلين لهذا المعنى والحجة لمن قرأه بضم الياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وزاوج بذلك بين هذا الفعل وبين قوله يدخلونها ويحلون ليشاكل بذلك بين اللفظين
قوله تعالى ولؤلؤا يقرأ بالهمز وتركه وبالنصب والخفض وقد ذكر بجميع وجوهه في سورة الحج
قوله تعالى فهم على بينة منه يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد قوله
سورة يس فقد جاءكم بينة من ربكم والحجة لمن قرأه بالجمع أنه وجده مكتوبا في السواد بالتاء فأخذ بما وجده في الخط
وفرق بينهما بعض أهل النظر بفرقان مستحسن فقال من وحد أراد الرسول عليه السلام ودليله قوله تعالى حتى تأتيهم البينة رسول من الله ومن جمع أراد القرآن ودليله قوله تعالى وبينات من الهدى والفرقان
قوله تعالى ومكر السيئ أجمع القراء فيه على كسر الياء وخفض الهمزة إلا ما قرأه حمزة بوقف الهمزة كالجزم في الفعل وإنما فعل ذلك تخفيفا للحرف لاجتماع الكسرات وتواليها مع الهمزة كما خفف أبو عمرو في قوله بارئكم
فإن قيل فهلا فعل في الثاني كما فعل في الأول فقل لم تتوال الكسرات في الثاني كما توالت في الأول لأنه لما انضمت الهمزة للرفع زال الاستثقال فأتى به على أصل ما أوجبه الإعراب له من الرفع فاعرف حجته في ذلك فقد نسب إلى الوهم
كتاب : الحجة في القراءات السبع
المؤلف : الحسين بن أحمد بن خالويه
منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة